عزفت شركة نفط ذي قار قيثارتها مؤخرا في محفل لها بمناسبة ايقاد سراجها الاول من نخلتها الباسقة التي مكنت جذورها ان تصدع صخور التاريخ لتتنفس اوردتها من عبق حضارة أور و لارسا و اوروك و لترتشف حساءها من ضفاف الفرات و بطعم سكر قصب هور ابو زرك الذي حملت زوارقه انغام قصائد شعراءها و كلماتها مرتقية لعروش ثمار عذقها الاول .
تمثل شركة نفط ذي قار احدى شركات وزارة النفط العراقية ضمن احدى الدول التي تتصدر الاحتياط العالمي استطاعات و بفترة زمنية وجيز ان تعبد لها طريق من بين العديد من الشركات المستخرجة للنفط الخام لتحاكي مقتضيات الصناعة النفطية العالمية من خلال تعزيز الاواصر التساهمية للشركات المستثمرة في حقولها سواء على الصعيد الفني او التجاري و كذلك رفد الطاقات و الخبرات الوطنية الشابة لترتكز بذلك على عدة عوامل منها :
1. الموارد البشرية و الكفاءات العلمية الشابة .
2. الموارد الطبيعية الجاذبة كالنفط و الغاز و غيرها .
3. موقعها الاستراتيجي .
4. بعد المدينة التأريخي و جاذبيتها الاستثمارية
5. وجود العديد من الحقول و الرقع النفطية قيد الاستكشاف.
6. الاستقرار الامني المشهود
ونتيجة لرشاقة الاداء و لياقة التواصل مع نظيراتها من الشركات العراقية و العالمية تمكنت مؤخرا ان تخصص لها عدة اجنحة في مؤتمرات و معارض مستعرضة من خلالها اهم المشاريع الاستراتيجية .
فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التي شهدها العراق و التي واكبت ظروف التأسيس الا أنها استطاعت و بهدوء ان تزيح عقارب ساعة الاداء و الانجاز الى الامام لأهم المشاريع الاستخراجية و التصديرية في مجال النفط و الغاز انه مشروع حقل صبه النفطي الذي تكلل بنصر أداري و فني أرتقت فيه ذي قار بروح الفريق الناضج و سباكة الاداء في خطوة اثبتت لنادي الشركات العالمية أن العاملين فيها هم أزكى و أنمى و أرقى فريق تساهمي حاول و بتفوق بمشاركة شركة المشاريع النفطية المنشأة للحقل و شركة نفط البصرة الام لشركات نفط الجنوب في فتح صمام التصدير لأنبوب النفط الخام نهاية عام 2017.
تتمثل شركة ذي قار بعدة حقول منها حقل الناصرية الكبير الذي دقت اساس منشآته بجهود وطنية جبارة تكللت بأنشاء ضفتي العزل لتصل أعلى معدل للانتاج 85 الف برميل/يوم و كذلك حقل الغراف المُستَثمر من قبل شركة بتروناس الماليزية حيث تحقق اعلى معدل انتاج له 100 الف برميل / يوم و كذلك حقل صبه النفطي حيث بلغ اعلى معدل للأنتاج ٣١ برميل/ يوم فضلا عن حركة الاستثمار الاخيرة التي أدارتها وزارة النفط مع المستثمر شركة GE في واحدة من اهم خطوات الاستثمار التي تحققت في موارد الغاز الطبيعي المصاحب لعملية الاستخراج في حقلي الناصرية و الغراف .
جغرافياً تمثل ذي قار الطريق الحريري لانابيب النفط الخام و الغاز بين حقول نفط الوسط و حقول نفط البصرة بل هي حوض النفط الخام حيث انها ستستضيف المنتج من حقل بدرة و حقل الاحدب و حقل الغراف و حقل الناصرية و حقل ابو عمود في مشروع مستودع الناصرية الجديد الذي يعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة قيد الانشاء وبأشراف شركة المشاريع النفطية و شركة نفط ذي قار .
هنالك عدة تحديات تواجه شركة نفط ذي قار الا انها ستتصاغر مع حجم و قدرة ادارتها و كوادرها الفنية التي لازالت تذلل الكثير من الصعوبات التي تواجه بعض المشاريع المهمة و منها البنية التحتية و لعل مركز التدريب النفطي و مستويات الأنجاز الرشيق خير مثالا على ذلك حين ساندت شركة نفط ذي قار شركة المشاريع النفطية في تهيأة الاجواء التي شهدت التقدم في فعاليات الانجاز و بأوقات قياسية ملفته .
انها شركة نفط ذي قار بسعفتها و قطرات نفطها التي ستضمد و تكفكف جراح و دموع الثكالى. هي انصع ثيمة او ايقونة سترسم جغرافيا و تاريخ المحافظة . انها الزقورة الخضراء التي سيرتقي درجات سلمها شرانق الجيل القادم لتزيل غبار الانظمة السابقة منتفضة و لتشهد ثورة صناعية بسواعد ابناءها و جباه عمالها التي طالما استأنست الشمس بنورها و المياه بلونها و كيف لا و هم الذين واصلوا اناء الليل و أناء النهار و صدى اصواتهم تنعكس همسا ناسجة انغام قيثارتها في طبقات سماءها منسجمة مع الحان ابي القاسم الشابي :
سمعت صوتا ساحرا متموجا ..... فوق المروج الفِيحِ و الاعشاب
و حفيف أجنحة ترفرف في الفضا ..... و صدى يرن على سكوب الغاب
الفجر يولد باسما متهللا ..... في الكون بين دجنة و ضباب