مسكينةٌ أنتِ أيتها الموناليزا الخشب
كَيفَ كذبوا عليكِ وكتبوا عنكِ بماء الذهب
صاغوا الأساطير عن جمالكِ
وأبدعوا في تفسير بسمتكِ
قلدوا وجهكِ ولونوا جبهتكِ
جعلوا منكِ رمزا للخلود
أطنبوا في شعرهم وما فتئوا
يقفون أمام لغزكِ صفا كالجنود
وما أنتِ إلا لوحةً وماء
وإن توالت الأكاذيب
تتالت العهود
توالت الحُقب
ما أنتِ إلا رسم قد يكون جميلاً
لكنه سيظلٌ رسماً
ألوان تناسقت
لكن لستِ المستحيلا
عجزوا عن وصف ما أنتِ فيه
فتكهنوا واحتالوا
واشتروا فيكِ وباعوا
فسروا وحللوا ما استطاعوا
ولا زالوا يتسابقون في الرتب
لن ينتهوا من ادعاء الرقاء
لن يكفوا عن وصفكِ بالبهاء
لن يسأموا من الافتراء والكذب
هب أنكِ كما يقولون
هب أنكِ السر والسحر
واللغز الذي ظل لغزاً
هب أنكِ عز المنى والطلب
لكن ليس لقوم ينامون على الطوى
أطفالهم جوعى ولايستحون
أوطانهم خراب
وأمرهم كأمركِ عَجبٌ عَجب