تعتبر تركيا واحدة من أهم مواقع الاستثمار العقاري الأكثر جذبا في المنطقة خلال عام 2018 . ومن المقرر أن تستمر موجة الجذب طوال العشرة أعوام القادمة مع استمرار البناء والمشروعات السكنية في المنطقة و ارتفاع الطلب عليها ، وبالتالي يتهافت المستثمرين على هذا الاستثمار المضمون لما يتضمنه من مكاسب على رأس المال وفرص الايجارات المتاحة حيث شهدت المدن التركية اهتماما كبيرا خلال الأعوام السابقة من حيث البنى التحتية و الخدمات و المرافق العامة ، ومع تزايد أعداد المشترين والمتملكين للعقارات وعلى اعتبار أن تركيا دولة مستقرة وذات قيم اسلامية وثقافية ، فإن شعبيتها مع مشتري العقارات من الشرق الأوسط في أعلى مستوياتها من أي وقت مضى حيث خلال عام 2017 ، تصدرت السعودية قائمة المشترين الأجانب يليها العراق ثم أذربيجان ثم الكويت وجاء الروس في المركز الرابع وبعدهم الأفغان و في مراتب تالية القطريون والإماراتيون والأردنيون والمصريون .
و هنا نخص بالذكر المستثمر الاردني لما يواجهه من عقبات و بيروقراطية و ضرائب ناهيك عن انخفاض القدرات الشرائية للمواطنين وعدم استطاعتهم شراء الشقق، إضافةً إلى ارتفاع تكلفة البناء وعدم وضوح التشريعات حتى اجتمعت هذه العوامل مع بعضها ودفعت عدداً منهم للذهاب إلى دول أخرى في المنطقة وجدوا فيها ضالتهم حيث يؤكد المستثمرون أن هروبهم من القطاع العقاري في الأردن أصبح ظاهرة واضحة وذلك نظراً لوجود تسهيلات استثمارية أغرتهم في القطاع العقارات في دول الجوار و لاسيما تركيا .
كل هذه الأسباب و أكثر أدت إلى هروب جزء من رأس المال الأردني إلى تركيا حيث سجّل معدّل تملّك غير الأتراك للعقارات في تركيا خلال السنوات الماضية ارتفاعاً بنسبة 22.2% خلال عام 2017، مقارنة بعام 2016 ، وذلك بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية حيث اشترى الأجانب العام الماضي ( 22234 ) إثنان و عشرون ألف و مائتان و أربعة وثلاثون منزلاً , حيث ساهمت العديد من العوامل في ارتفاع معدل تملّك غير الأتراك وعلى رأسهم العرب للعقارات في تركيا حيث قالت المستشارة العقارية في إسطنبول أن ارتفاع معدل شراء العرب للعقارات في تركيا يعود إلى جملة من الأسباب: منها صدور القانون التركي في عام 2012 ، الذي سمح للأجنبي بأن يتملّك العقارات والأراضي فضلاً عن تيسير إجراءات التملك والتي قد تصل إلى يوم واحد في بعض المناطق وحصول المشتري على إقامة عقارية لمدة سنتين قد تتحول إلى جنسية حال شراء عقار بمليون دولار حسب التعديلات التي أقرتها السلطات التركية قبل شهور وتوافر خدمات البنية التحتية والتعليم المجاني.
كما تشير الدراسات إلى أن أفضل الأماكن التي يفضلها العرب لشراء وحدات سكنية وفيلات في إسطنبول هي: أحياء بيليك دوزو، و باشاك شهير و آفجيلار و شيشلي ، في الجزء الأوروبي موضحةً أن انخفاض سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي في الشهور القليلة الماضية شجّع العديد من المستثمرين العرب و خاصة الأردنيين على التوسع في عملية التملك حيث أدى إلى تراجع الأسعار ..
كل هذه العوامل و أكثر أدت إلى تضاعف شراء الأردنيين للعقارات في تركيا مقارنةً بالربع الأول من العام الماضي .