جاسم ابن محمد ابن مندوب الزيدي المولود في مدينة المشخاب عام 1927م في النجف الاشرف. انهى الابتدائية فيها.. وفي عامه الخامس عشر اعتلى المنبر الحسيني ونظم الشعر الشعبي حتى لقب بالملا فنظم القصيدة الحسينية والوجدانية والابوذية والدارمي والاهزوجة الفراتية ولكنه دائماً يميل الى الابوذية الفكاهية.. وتنقل ملا جاسم ما بين النجف وكربلاء والمسيب واهوار الناصرية وعندما الم به الكبر والمرض استقر في مدين الثورة ببغداد. وكان مولعاً بشعر المتنبي وحافظا ومجارياً له فعندما قال المتنبي في الفخر
الخيل و الليل و البيداء تعرفني
والسيف و الرمح والقرطاس والقلم
فقد جاراه الملا متفاخراً كذلك
بي معزوز امشي بفرح وارماح
ومن فارك حبيبه الدمع وارماح
خيل وليل والبيداء وارماح
تعرفني وتقر الفضل ليه
وقال ابو الطيب المتنبي بيته هذا
يقول لي الطبيب اكلت شيئاً
ودائك في الشراب والطعام
فقال الزيدي هذه الابوذية مجارياً بيت المتنبي
من ريجي اغذي الربع واطعام
واحلى من العسل قاطات واطعام
من شربك يكلي الداي واطعام
طبيبي ما درا بعلتي خفيه
ثم قال المتنبي
دع المشرفية والعاوالي
وتقتلنا المنون بلا قتال
فقال ملا جاسم الزيدي
كلي شنفع بالدنيا عوالي
وحتى الذيب من صوتي عوالي
اعدها عود تحميني عوالي
وبلايا حرب تأتيني المنيه
وقد اضاع ملا جاسم الزيدي معظم قصائده و دواوينه المخطوطة من خلال قصاصات ورق يضعها في جيبه او استعارتها من قبل اصدقائه.
ولكن بعد وفاته قام ولده محمد بجمع تراثه الشعري بكتاب جيد الطباعة و سماه (على ضفاف الفرات) وهكذا انتهت رحله اكثر من خمسين سنة من الشعر قضاها الزيدي حتى وفاته في 1/3/2007 تغمده الله برحتمه الواسعة واسكنه فسيح جناته.