قصة حبيب النجار
أحب عيسى عليه السلام أن ينشر دعوته، وان يدعو الناس خارج فلسطين إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، فأرسل اثنين من حواريه إلى مدينة في شمال بلاد الشام تسمى – أنطاكية، واسم هذين الرسولين – صادق و صدوق ،توجه الداعيان الى الشمال يقطعان السهول الخضراء، ويصعدان الجبال الشاهقة، ويتحملان عثاء السفر، وهما راضیان بذلك لأنهما ينفذان أمر رسول الله عيسى عليه السلام ولأن تعبهما في سبيل الله .
ولما وصلا الى مشارف – أنطاكية – وجدا رجلا مسكينا يدعي .. حبيب النجار – يرعى غنيمات له، وقد أصابه مرض جلدي يسمى الجذام… شوه هذا المرض منظره، وأزعجه، ولذا اعتزل الناس في كهف بعيد، وأخذ يعبد صنما له ويدعوه بحرارة راجيا أن يعافيه ويشفيه ومرت الشهور والأعوام و – حبيب – يدعو صنمه ولكن دون فائدة.. فمن أين للحجر أن يسمع؟!.. ومن أين له أن يستجيب الدعاء؟؟ ألقي – صادق – و – صدوق التحية على – حسين النجار – فرد عليهما، وقد أعجب بتحيتهما ودعاهما للجلوس ثم قام وحلب غنيماته وقدم لهما الحليب وزاد عجبه حين بدا شرابهما باسم الله وختماه بالحمد لله فسألهما ومن هذا الاله الذي تشكرانه وتحمدانه، فأجاب صادق بكلام هادئ يفيض صدقاً وعذوبة: انه الله خالق السماء والارض وخالق البشر، فقال حبيب وهل من علامة تدل علي هذا الإله ؟ قال صادق : نعم إنني ادعو الله ان يعافيك من هذا المرض الذي أصابك
فرح – حبيب – وقال: – أصحيح أن ربكما يستطيع ان يشفيني من مرضي؟ هل يعيد الي جلدي جميلا كما كان؟ لكما علي وعد صادق إذا حدث ذلك أن أومن به، وألا أشرك به شيئا. مسح – صادق – على جلد – حبيب – وأخذ يدعو الله بصدق وخشوع وبإذن الله لم تمر ساعة إلا وأذهب الله المرض عن جلد – حبيب – فعاد جميلا حسنا، فنظر إليه – حبيب – وكاد يطير من الفرح ثم قال: – اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن الله قادر يستجب الدعاء وانطلق حبيب الي الصنم الذي عبده سنين طويلة دون فائدة واخذ يكسره ويحطمه .
تابع الرسولان الداعيان طريقهما الي انطاكية لأداء المهممة التي اتيا من اجلها وكان في تلك المدينة ملك ظالم غضب عليهما حين سمع أنهما يدعوان الى دين جديد .. فلم يسمع لقولهما، ولم يتأثر بما يبديانه من شفاء المرضى بإذن الله فقرر قتلهما، وعلم عیسی عليه السلام بما عزم عليه الملك الظالم فأرسل داعية ثالثا يسمی – شمعون – حتى يساعد صاحبيه ولكن الملك لم يرجع عن كفره وقراره، فلم يستطع – حبيب النجار – أن يصبر على هذا الملك وجاء من خارج المدينة ليدافع عن اخوانه الذين احبهم في الله وكانوا سببا في شفائه من مرضه .
ولما دخل على الملك قال: – یاقوم انكم تعلمون بمرضي، وتعرفون انني عبدت الصنم سنين طويلة ولكنه لم يشفني من مرضي.. لقد اشفاني رب هؤلاء الرسل، فكيف تقتلونهم، وهم لا يطلبون منكم ما ولا أجرأ ولا مصلحة دنيوية؟؟ ياقوم… اسمعوا نصيحتي وأتبعوا هؤلاء الرسل الصادقين .. فما كان من الملك الا ان اشار الى رجاله فهجموا على – حبيب النجار – وقتلوه ثم هجموا علي الرسل الثلاثة فأزهقوا ارواحهم الطاهرة ولم يترك الله نصرة عباده الصالحين فأرسل جبريل عليه السلام فصاح صيحة واحدة صعقت الملك واعوانه وجعلتهم عبرة لمن يعتبر .