المنولوج الثالث
  • قصة مسلسل سوق العصر مثلا، قصة من شقين، سياسي، والشق الثاني قصة حب بين شخصين، هل لاحظت مدى الضيق الذي عاشته هذه التجربة العاطفية بينهما
  • لاحظت، ولاحظت بمرارة، كم هو مرير أن يصل الضيق في التجربة إلى درجة ان (نجاة) تواجه الف صعوبة وصعوبة، في الذهاب إلى بيت خالتها للاطمئنان على حبيبها (منصور).
  • كن متأكدا، أن هذا النص الدرامي الذي كُتب ومُثل قبل عشرين عاما، ما يزال واقعا يعيشه الكثير من الشباب والفتيات.
  • متأكد من ذلك، وكلما فكرت في هذا الموضوع، عرفت أن منطقتنا، المنطقة العربية، لن تعرف قيمة الانسان، إلا ان تمنحه هذا الحق، حق التعبير عن مشاعره بكل حرية.
  • لفتت نظري إلى شيء، هل تعرف ان من حقوق الانسان حق التعبير عن عاطفته، عن مشاعره، ولا أعرف إن كان الاعلان الاممي لحقوق الانسان قد تضمن ذلك، او اتفاقية جنيف لحقوق الانسان، او اي اتفاقية اخرى.
  • فعلا، حق الانسان في التعبير عن مشاعره لا يختلف عن حقه في التعبير عن رأيه، وفي اعتناق المعتقد الذي يختاره، وفي حرية انتقاله وسفره وملكيته.
  • ماذا يسمى هذا الحق ؟
  • حق التعبير عن العاطفة، او حق التعبير عن المشاعر، تسمية بسيطة، لا تحتاج إلى المقطع اليوناني (لوجيا).
  • المثير للتقزز، والالم، في آن واحد، أن يحوز الناس هنا، في العراق وما يحيط به، كل وسائل التحرر والتقدم والمعرفة، ومع هذا لا يتحررون، ولا يتقدمون، ولا يعرفون.
  • هم يملكون كل ما من شأنه ان يجعل حياتهم أسهل، لكنهم ينتقون من الحضارة ما يعجبهم، فهم يتملكون الاجهزة الحديثة، ويبنون بيوتا بتصميمات عصرية، ويرتدون البسة فاخرة، لكنهم يحملون ألف سيف، وفتوى، وقانون، لمنع الانسان من التعبير عن مشاعره.
  • هذه المجتمعات التي نعيش فيها، لن تعرف قيمة للإنسان، ما لم تمنحه هذا الحق. الحب فكرة، وأجمل فكرة. ورأي أيضا، عندما تحب امرأة، فأنت تعتقد أنها تليق بمشاعرك، هذا رأي لا يختلف عن رأيك السياسي، او الديني، أو الاجتماعي، الحب فكرة، عندما تحب، فأنت تقدم للبشرية جمعاء، دليلا صادقا كل الصدق، على أنك لست مستعدا لتفجير نفسك وسط مجموعة بشرية لتحيلها إلى أشلاء، وأنك لست مستعدا للتضحية بنفسك لأجل أي خرافة، لأنك اذا قتلت ستحرم من حبيبتك، وأنك لست مستعدا للمشاركة في مهرجان التخريب العراقي.