عندما ماتَ أبي

جاءَ المعزّونَ

ليواسوني قائلينَ :

-خاتمة الأحزان

أو

-البقاء في حياتكَ

وكنتُ عندَها اتساءلُ :

تُرى هلْ ستكونُ حقاً

هذه خاتمةُ أحزاني ؟

وهلْ ستبقى لي حياةٌ ؟



وحينما ماتتْ أمي

جاءَني مُعزّونَ آخرون

لمواساتي وتطييبِ خاطري

وقالوا لي ايضاً :

-خاتمة الاحزان

-والبقاء لحياتكَ

وكذلكَ تساءلتُ

ذاتَ السؤال

عن الاحزانِ وخاتمتها

وعن حياتي الباقية ؟



وعندما استُشْهدَ أخي

في حربٍ ليستْ عادلة

حدثَ الأمرُ ذاتُهُ

وتساءلتُ ذاتَ الاسئلةِ



وعندَ مقتلِ ابنِ عمي

في حادثِ سقوطِ سيارتِهِ العسكريةِ

من أعالي جبلٍ شماليٍّ

الى هاويةِ العدمِ

أيضاً جاءَ مُعزّونَ مختلفونَ

وحدثَ الذي حدثَ

في مراسمِ موتايَ السابقين



وهكذا أصبحَ الحالُ

في كلِّ واقعةِ موتٍ أو قتلٍ

تحدثُ معي

ولكنًّ الغريبَ في الحكايةِ

هوَ فقطْ عندما مُتُّ أنا

حينها عرفتُ انها كانتْ

خاتمةَ حياتي

حيثُ لمْ أعدْ أرى مُعزّينَ

ولاأسمعُ أسئلةً مكرّرةً وتقليدية

ولكنْ كانَ هناكَ سؤالٌ وحيدٌ ويتيم

تترددُ اصداؤهُ

في رأسي الباردِ الحزين

- مَنْ الذي أَخَذَ حياتي ؟

أنا لاأعتقدُ أنهُ الربُّ

لأنني أعرفُ انهُ زاهدٌ

وغنيٌّ وحنون

وهوَ ليسَ بحاجةٍ

الى مشكاةٍ من نورٍ

هي روحي

أو الى حياةٍ خاويةٍ

هي حياتُنا المنهوبة