((ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هل هناك حديث يعتد به في تفسير قوله تعالى ((ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه)) وما تفسير فيما نسب لابن عباس رضي الله عنهما في كتب التفسير؟
ليس هناك حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير الآية المذكورة
وأما ما يروى عن ابن عباس وغيره مما ينسب إلى يوسف عليه الصلاة والسلام
مما لا يليق بعامة الناس فضلا عن نبي مصطفى مختار
فذلك كله من الإسرائيليات التي لا يجوز للمسلم أن يرويها وأن ينسبها إلى يوسف عليه الصلاة والسلام
ومن المفيد أن نذكر
أن للعلماء في تفسير هذه الآية قولين
كل منهما صالح ولائق نسبته إلى يوسف عليه الصلاة والسلام
ولكن أحدهما أولى بالاعتماد عليه ألا وهو
القول الأول
أن معنى قوله تعالى ((ولقد همت به)) أي بالفاحشة ((وهم بها)) كذلك ((لولا أن رأى برهان ربه))
فمعنى هذا أنه ما هم أما هي فقد همت وهنا تظهر عصمة يوسف عليه السلام
((لقد همت به)) أي بالفاحشة ((وهم بها)) كذلك ((لولا أن رأى برهان ربه))
فلذلك ما تحقق هذا الهم الذي ذكر في الآية, هذا هو القول الأول وهو القول المعتمد لأنه هو المروي عن السلف الصالح رضي الله عنهم
أما القول الآخر
فهو قول كما قلت في مطلع الجواب يليق ... يوسف عليه السلام
لأنه لا ينافي العصمة بل يؤكدها
لكنه قول محدث لم ينقل عن السلف وهو
((ولقد همت به)) أي بالفاحشة ((وهم بها))
بضربها حينما أرادت أن تفتنه عليه السلام فكان منه إلا أن يهم بضربها هذا التفسير لا يتنافى مع عصمة يوسف عليه السلام
ولكنه تفسير غير مأثور عن السلف الصالح.
والحمد لله رب العالمين