انتخبت قدوة في اربع مراحل دراسية، ورفضتها في الخامسة، انتخبت في الخامس الابتدائي، والسادس الابتدائي، والاول والثاني المتوسط، وعرضت عليّ في الثالث متوسط ورفضت.
كل هذا لا اتذكر من تفاصيله شيئا، سوى مرحلة السادس الابتدائي، درستها في مدرسة عمر بن عبد العزيز في منطقة الشهداء الثالثة (شهداء العبيدي)، زرتها قبل اسبوع ووجدت اسمها قد تغير.
في يوم الانتخاب، سألوني إن كنت اقبل ترشيحي فوافقت، وترشح معي تلميذ وتلميذة، التلميذة ابنة رفيق بعثي فلاح يرتدي عقالا ويشماغا، اتذكر أنه القى علينا في احد الايام محاضرة، ولا اتذكر مضمونها.
عرفت ان له نفوذا على المدرسة، بفعل علاقاته الحزبية، وفي يوم الانتخاب، فزت، لكن تحت إصراره هو أعادوا الانتخاب مرة اخرى على امل ان تفوز ابنته، وتكرر فوزي وخسارتها، وأعيد الانتخاب مرة ثالثة، والنتيجة كسابقتها.
هذا هو الموقف الثاني لي مع البعثيين، الموقف الاول كان في الصف الخامس، كنت حينها في مدرسة عنتر بن شداء قرب سوق الكمالية، كانت لدينا معلمة بعثية تدعى كوثر، وكانت لها اخت تدرس معي في الصف ذاته.
في يوم الخميس، يوم رفعة العلم، أمرنا المعلمون ان نصطف اثنين اثنين، وأن يكون في مقدمة كل صف، القدوة ومساعده، كان مساعدي هو صديقي طيب الذكر علي حسن سلمان، كنت في آخر الصف عندما سمعت التوجيه، وعندما تقدمت وجدت اخت المعلمة البعثية واقفة، أخذني الاباء ورفضت الوقوف الى جنبها، وعدت إلى اخر الاصطفاف.
مرت كوثر على صفنا الواقف في الساحة، لم تجدني، فنادت علي، وطلبت مني ان اقف متسائلة عن سبب تأخري في الوقوف، في حين أني قدوة، فأخبرتها بكل جرأة وبسالة، بسالة أكبر من عمر طفل في الحادية عشرة من عمره، أن سبب عدم وقوفي هو ان اختها واقفة في المقدمة، فسألتي عمن اختاره لكي يقف معي، فقلت لها اريد مكانها علي، وبالفعل، استدعت علي ووقفنا معا.
لن أشغل نفسي الان بالتحليل والاستنتاج، لكن تذكرتها وأحببت مشاركتكم بها.