بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حديث القلب -للمهدي- الجورُ قد كسى العالم ، والقتلُ ظُلماً أصبح أمراً طبيعياً ، وتلكَ الأخبارُ المُفجعة أصبحت جُزءاً من حياتنا اليوميّة.
وأنا أيُها الغائب المُنتظر أرى القتل فأصمُت وأحبس العبرات ، أستشعرُ الظُلم والإضطهاد فأناديكَ مكسورة القلب “عجّل فدتكَ النّفس”. أرى العالم وما صار إليهِ في غيابكَ فأبكي نفسي ، وأبكي العالم.
إلى متى يا ربّ سيبقى المُنتظر غائباً عنّا ، إلى متى سنبقى مرميّين في غياهب الظُلم..؟
لا اعتراض على أمركَ يا الله ولا سخط ، ولكنّ النفس قد تاقت لمُلاقاة وليّها. مرّت الجُمعات وأنا في انتظاركَ أيّها المُنقذ “طال التصبّرُ بانتِظارك أيّها المُحيي الشّريعة” ، في فجرِ كُلّ جمعةٍ أستيقظُ على أمل ، على أملِ سماع الأذان بصوتك ، على أمل لُقياك ، على أملِ العيش في أمنٍ بعد عدم الأمان. متى ستظهر يا قائم آل مُحمّد؟
أُصلي ، والقلبُ يندبُكَ ندبة الغريب ، الضائع ، المرميّ في الغيهب ، القلبُ يندبكَ بدِماءٍ تفتديكَ ياصاحبَ الأمر “بأبي أنتَ وأمي ونفسي لكَ الوقاء والحِمى يابن السّادة المُقرّبين” .. وفي صباح كل يوم أُدعو الله وأعاهدك “اللهم اجعلنا من أنصارهِ وأعوانه والذّابين عنه والمُسارعين إليهِ في قضاء حوائجه والمُمتثلين لأوامره والمُحامين عنه والسّابقين إلى إرادته والمُستشهدين بينَ يديه”
تمرُ السّاعات وأنا لازلتُ أنتظر بأمل ، أنتظرُ ذلك الصوت الدويّ المُبشّر “ظهر المهديّ من آل مُحمّد”..
حتى ينتهي اليوم ، وتنقضي جُمعةٌ أخرى كباقي الجُمعات. ولكن ؛ حاشى أن أفقد الأمل ، في كُل ليلةٍ أبتهل لله : “اللهم أرني الطلعة الرّشيدة ، والغرّة الحميدة ، واكحل ناظري بنظرةٍ منّي إليه”.. لرُبّما يُستجاب دُعائي ويرأفُ بي الرؤوف الرّحيم فينعم عليَّ بلُقياك أيها الغائب.
لكن رُغم أملي هذا كلّه ، هل أنا جديرةٌ باللقاء بكَ بأبي أنتَ وأمي..؟ دُنوبي قد سوّدت صحيفة أعمالي ، وأنا -بكل بساطةٍ- أدعوكَ “العجل العجل” دون استِحياء. أُذنب , أعصي الله , وأجرحُ قلبك دون مُبالاة ، المعذرة سيّدي. اعذُر الأَمَة الجاهلة على جهلها ، أرجوك..
أُناديكَ العجل وبفِعلتي أجرحُ قلبك وأُثبت عكس انتظاري لك.. مولاي ؛ “الخجل الخجل” الخجلُ من النّفس والذُنوب. أجرّ رجليَّ على الرَغام وأنكسُ رأسي خجلاً منك سيدي…
أدعوكَ “العجل” وأنا لا أُمهد الأرض لقدومك ، أناديكَ “العجل” وأنا لا أُصلح نفسي للقائك ، واخجلتاه..
علّني لا أعرفكَ جيداً ، ربما -بعد كل هذا- أنا أجهلك . أجهل القليل الذي يجب عليّ أن أعرفه ، هذا سببُ قلّة حيائي وعصياني إذاً.. حسناً ، ستكون حياتي عنكَ ، سأقرأ وأكتب وأتحدثُ عنكَ ولك. علّني أفقه القليل من الكثير ، علّني أُنقذني من جهلي، علّني أطهّر قلبي وأجعله مُستعداً للقائك , علّني أستطيع تمهيد الأرض لك؛ علّني..