ستقدم دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون دولار للمساعدة في إعادة بناء جامع النوري في مدينة الموصل العراقية، الذي دمره مسلحو تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
وقالت وكالة الثقافة التابعة للأمم المتحدة إن مشروعا مدته خمس سنوات سيعيد بناء الجامع التاريخي ومئذنته المائلة.
وجامع النوري الكبير هو المكان الذي أعلن فيه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة عن إقامة ما وصفه بدولة "الخلافة" في عام 2014.
لكن مسلحي التنظيم دمروا الجامع بعد ثلاث سنوات عندما اقتربت القوات العراقية من الوصول إليه. ولم يتبق منه سوى قاعدة المئذنة وقبة تدعمها بضعة أعمدة.
ووصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تدمير المسجد بـ"جريمة تاريخية" مثلت "الإعلان الرسمي" من قبل التنظيم عن هزيمته في الموصل.
وقد استمرت معركة الموصل لنحو تسعة أشهر، مخلفة دمارا كبيرا في الكثير من المناطق، كما أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد أكثر من 900 ألف آخرين.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم الاثنين إن الشراكة مع الإمارات والحكومة العراقية "خطوة غير مبسبوقة من التعاون لإعادة بناء التراث الثقافي في العراق".
وستركز السنة الأولى من مشروع إعادة الإعمار على توثيق وتنظيف موقع المسجد، بالإضافة إلى رسم خطط لإعادة بنائه. بينما ستركز السنوات الأربع القادمة على ترميم وإعادة بناء المئذنة المائلة الشهيرة، وقاعة الصلاة، والمباني المجاورة.
كما سيعاد إعمار حدائق الموصل التاريخية وغيرها من المساحات المفتوحة كجزء من المشروع، بالإضافة إلى بناء نصب تذكاري ومتحف.
وقالت نورا الكعبي، وزيرة الثقافة الإماراتية خلال حفل في المتحف الوطني ببغداد إن "المشروع الذي يمتد لخمس سنوات لا يتعلق فقط بإعادة بناء المسجد والمئذنة والبنية التحتية، بل أيضا بإعطاء الأمل للشباب العراقي".
وأضافت "يجب الحفاظ على الحضارة القديمة التي تعود لآلاف السنين".
وقد سمي المسجد الكبير تيمنا بالقائد الشهير نور الدين محمود زنكي، الذي عمل على توحيد المسلمين ضد الصليبيين، وأمر الزنكي ببناء المسجد عام 1172، قبل وفاته بقليل.
وعلى الرغم من ارتباطه بهذا القائد الإسلامي الكبير، إلا أن كل ما تبقى من المسجد الأصلي حتى العام الماضي، كان مئذنته الملقبة بـ "الحدباء" وبعض الأعمدة والمحراب، وهي ساحة تشير إلى اتجاه مكة.
وليس من الواضح بعد ما إذا كان سيُحافظ على شكل المئذنة المائل، الذي لم يعرف سببه، عند إعادة إعمارها.
واخترقت قنابل ضربت الموصل خلال الحرب الإيرانية العراقية، أنابيب الصرف الصحي تحت الأرض بالقرب من قاعدة المئذنة، ما أدى إلى إضعاف الأساسات.