بــــــــــــــــــــــــ ـسم الله الرحمــــــــــــــــــــ ــــن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصيدة الشيخ البهائي رضوان الله عليه , المعروف , وهذه القصيدة تكاد تكون قائمة بنسق سلس يندر وجوده في قصائد , وأنا نفسي لاأكاد أملها , ولي عطش لا ترويه إلا هذه القصيدة, فعندما أريد أن أقول كلمة حق في مدح آل الرسول " فهي صاعقة الفرزدق " , وإذا أردت أن أصدع بظلامة آل محمد وهجو عدوهم فهي تائية دعبل وإذا أردت ذكر فخر كربلاء أبي الفضل صلى الله عليه فهي ميمية الحلي,

ولا نطيل وهناك غيرها , وإذا اشتقت إلى نفث المشاعر , والأفتخار بهم صلى الله عليهم, وكانت المشاعر قد تضاربت في صدري فهي هذه القصيدة ...

وهنا ترجمة للشاعر , وبعض قصائده للمراجعة والإستزادة ينصح بها ..

وهناك من شرحها في سبعين صفحة , وقد سماها الشاعر قصيدة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان , ومن قرأها سوف يعرف علة الإسم ...

وهي هــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــذه

سرى البرق من نجد فجدد تذكاري * عهوداً بحزوى والعذيْب وذي قار
وهيَّجَ من أشواقنا كل كامنٍ * وأجَّج في أحشائنا لاهبَ النار
ألا يا لُيَيْلاتِ الغَوير وحاجرٍ * سُقيت بهامٍ من بني المُزن مِدرار
ويا جيرةً بالمأزمين خيامهم * عليكم سلام الله من نازح الدار
خليليَّ مالي والزمان كأنما * يطالبني في كل آن بأوتار
فأبعد أحبابي وأخلى مرابعي * وأبدلني من كل صفو بأكدار
وعادل بي من كان أقصى مرامه * من المجد أن يسمو الى عشر معشاري
ألم يدر أني لا أزال لخطبه * وأن سامني خسفاً وأرخص أسعاري
مقامي بفرق الفرقدين فما الذي * يؤثره مسعاه في خفض مقداري
وأني امرؤٌ لايدرك الدهر غايتي * ولاتصل الأيدي إلى سر أغواري
أخالط أبناء الزمان بمقتضى * عقولهم كيلا يفوهوا بإنكاري
وأظهر أني مثلهم تستفزني * صروف الليالي باحتلاء وإمرار
واني ضاوي القلب مستوفز النهى * أُسَرُّ بيسر أو أساء بإعسار
ويضجرني الخطب المهول لقاؤه * ويطربني الشادي بعود ومزمار
وتُصمي فؤادي ناهدُ الثدي كاعب * بأسمر خطار وأحور سحار
وأني أسخِّي بالدموع لوقفة * على طلل بال ودارس أحجار
وما علموا أني امرؤٌ لايروعني * توالي الرزايا في عشي وإبكار
إذا دك طود الصبر من وقع حادث * فطود اصطباري شامخ غير منهار
وخطب يزيل الروع أيسر وقعه * كؤود كوخز بالأسنة شعار
تلقيته والحتف دون لقائه * بقلب وقور في الهزاهز صبار
ووجه طليق لايمل لقاؤه * وصدر رحيب في ورود وإصدار
ولم أبده كي لايساء لوقعه * صديقي ويأسى من تعسره جاري
ومعضلة دهماء لايهتدى لها * طريق ولا يهدى إلى ضوئها الساري
تشيب النواصي دون حل رموزها * ويحجم عن أغوارها كل مغوار
أجلت جياد الفكر في حلباتها * ووجهت تلقاها صوائب أنظاري
فأبرزت من مستورها كل غامض * وثقفت منها كل قسور سوار
أأضرع للبلوى وأغضي على القذى * وأرضى بما يرضى به كل مخوار
وأفرح من دهري بلذة ساعة * واقنع من عيشي بقرص وأطمار
إذن لاورى زندي ولا عزَّ جانبي * ولا بزغت في قمة المجد أقماري
ولا بُلَّ كفي بالسماح ولاسرَتْ * بطيب أحاديثي الركاب وأخباري
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي * ولا كان في المهدي رائق أشعاري
* *
خليفة رب العالمين وظله * على ساكن الغبراء من كل ديار
هو العروة الوثقى الذي من بذيله * تمسك لا يخشى عظائم أوزار
إمام هدى لا ذ الزمان بظله * وألقى إليه الدهر مقود خوار
ومقتدر لو كلَّف الصمَّ نطقها * بأجذارها فاهت إليه بأجذار
علوم الورى في جنب أبحر علمه * كغرفة كف أو كغمسة منقار
فلو زار أفلاطونُ أعتاب قدسه * ولم يُعْشِهِ عنها سواطع أنوار
رأى حكمة قدسية لا يشوبها * شوائب أنظار وأدناس أفكار
بإشراقها كل العوالم أشرقت * لِمَا لاح في الكونين من نورها الساري
إمامُ الورى طود النهى منبع الهدى * وصاحب سر الله في هذه الدار
به العالم السفلي يسمو ويعتلي * على العالم العلوي من دون إنكار
ومنه العقول العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار
همام لو السبع الطباق تطابقت * على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري
لنكَّس من أبراجها كل شامخ * وسكَّن من أفلاكها كل دوَّار
ولانتشرت منها الثوابت خيفة * وعاف السرى من سورها كل سيار
**
أيا حجة الله الذي ليس جارياً * بغير الذي يرضاه سابق أقدار
ويا من مقاليد الزمان بكفه * وناهيك من مجد به خصه الباري
أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعه * فلم يبق فيها غير دارس آثار
وأنقذ كتاب الله من يد عصبة * عصوا وتمادوا في عتو وإصرار
وأنعش قلوبا في انتظارك قرحت * وأضجرها الأعداء أية إضجار
وخلص عباد الله من كل غاشم * وطهر بلاد الله من كل كفار
وعجل فداك العالمون بأسرهم * وبادر على اسم الله من غير إنظار

تجد من جنود الله خير كتائب * وأكرم أعوان وأشرف أنصار
بهم من بني همدان أخلص فتية * يخوضون أغمار الوغى غير فكار
بكل شديد البأس عَبْل شمردل * إلى الحتف مقدام على الهول مصبار
تحاذره الأبطال في كل موقف * وترهبه الفرسان في كل مضمار
**
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة * كدر عقود في ترايب أبكار
يهنا ابن هاني إن أتى بنظيرها * ويعنولها الطائي من بعد بشار
اليك البهائي الحقير يزفها * كغانية مياسة القدِّ معطار
تغار إذا قيست لطافة نظمها * بنفحة أزهار ونسمة أسحار
إذا رددت زادت قبولاً كأنها * أحاديث نجد لا تمل بتكرار

وكأن هذه القصيدة تسري بالروح إلى لقاء سيدها , ...

الفاتحة لروح قائلها الشريفة , وأرواح العلماء والأعلام وأرواح المؤمنين والمؤ منات