اختراعات شهيرة استُلهمت من أحلام مخترعيها!
عادةً ما تكون الأحلام مرآة للواقع تعكس تجارب وأنشطة تمر على الشخص في يومه، وقد تكون وسيلة لتمرين العقل على مواجهة المشاكل التي نتحاشى معالجتها في الواقع، أو قد تكون نتيجة المخاوف والمشاعر السلبية لتأتي على شكل كوابيس ليلًا.
وعلى اختلاف أسبابها، إلا أنها كانت مصدر إلهام للكثير من الأشخاص منهم أعظم مفكّري ومخترعي العالم. ولا تعجب إن كانت بعض أشهر الاختراعات مستوحاة من أحلام مخترعيها!
ماكينة الخياطة الأوتوماتيكية
حصل المهندس الأمريكي إلياس هاو في القرن التاسع عشر على فكرته في صناعة أول آلة خياطة أوتوماتيكية من حلم. فقد جاء في حلمه أنه يهرب من رجال قبيلة يُهاجمونه بالرماح، ولاحظ أن كل رمح كان لديه ثقب على شكل عين في الحافة. من هنا أدرك المهندس خطأه الذي حال دون إتمام اختراعه في البداية، حيث كان قد وضع ثقب الإبرة في المنتصف، وغيَّر من تصميمه ووضع الثقب عند الحافة. وحصل على براءة اختراع لتصميمه ماكينة الخياطة الآلية في 10 سبتمبر 1846م بعد عاميْن من حلمه.
حلقة البنزين، مكوِّن رئيسي من البنزين
فريدريش أوغست كيكول، كيميائي ألماني مسؤول عن اكتشاف حلقة بنزين. وهو عبارة عن هيكل كيميائي وعنصر حيوي يدخل في صناعة البتروكيماويات.
كان فريدريش يكتب كتابًا كيميائيًا، لكن إحباطه أثر على تقدمه في الكتابة. وذات ليلة، رأى حلمًا أن الذرات تلتف حول بعضها بطريقة تُشبه الثعابين، وعندما استيقظ، كتب نظريته عن مركب البنزين.
الجدول الدوري
الكيميائي الروسي ديميتري مندليف حصل على فكرة تشكيل الجدول من حلم. فقد كان منشغلًا بكتابة نص لتصنيف العناصر، ويُكافح في سبيل إتمام ذلك. بعد ثلاثة ليال من دون نوم، استسلم أخيرًا وقرر النوم، وبمجرد أن غرق في سباته، باتت الإجابات أكثر وضوحًا. فقد رأى في منامه شكل جدول رُتبت فيه جميع العناصر، وبمجرد أن استيقظ، كتب على الفور ما شاهده على قطعة من الورق، وبدأ بتصحيح العناصر في وقتٍ لاحق بعد أن وضعها في الجدول.
كتاب جاك كيرواك للأحلام
الكاتب جاك كيروالك كتب “كتاب الأحلام” من أحلامه الخاصة بالكامل. عندما كاد يدخل في مرحلة الغفوة بحيث يبقى شبه مستيقظًا، كان يدوّن ما يرى من أحلام دون أن يُدرك ما كان يفعله. وقد استُعملت أحلامه كمرجع للعديد من الروايات، ويُعتبر كتابه المؤلَّف الوحيد الذي يتكوّن بالكامل من الأحلام.
تحليل فرويد النفسي
سيغموند فرويد، عالم نفس أسس دراسته حول أحلامه اليومية. فقد وجد أنه قادرٌ على الوصول إلى أعمق أفكاره عن طريق الانتباه إلى الأحلام التي تأتيه خلال استرخائه. وكان يسترخي ويُتيح الفرصة لأي فكرة أو حلم ليأتي إلى ذهنه، ثم يدونه للكشف عن رغباته ودوافعه الحقيقية.
وكان كتابه عن تفسير الأحلام الذي نشر في 1899م، قد جلب له شهرة دولية كبيرة، وهي أول مرة يتم فيها تطبيق مبدأ علمي على أساس الأحلام.
زيت لورينزو
زيت لورينزو يُستعمل في علاج المرض الجيني ALD أو مرض Adreno leukodystrophy، وهو مرض ينجم عن خلل جيني يؤدي إلى إتلاف الخلايا العصبية واحتشاد مواد في الدم تعرف بالأحماض الدهنية.
وتوصل الزوجان أوغسطو وميكائلا أدون من فيرجينيا إلى تطوير الزيت كعلاج لابنهما لورينزو المصاب بالمرض، وصنعاه من زيوت الأكل مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا واللفت. وكان والد لورينزو قد صنع الزيت بعد حلمٍ بابنه فهم من خلاله الفكرة الرئيسية التي يُمكن أن تكون بداية العلاج.
فيلم أفاتار
المخرج السينمائي العالمي الشهير جيمس كاميرون كان قد أخبر الصحافة أنه استلهم الفكرة الرئيسية للفيلم الخيالي الشهير “أفاتار” من تكرار الأحلام التي كانت تأتيه أثناء دراسته في الكلية.
الإنسولين كعلاج لمرض السكري
في عام 1869، قام طالب طب ألماني يدعى بول لانجرهانس باكتشاف خلايا غريبة في البنكرياس، كانت وظيفتها في ذلك الوقت غير معروفة، وأُطلق عليها اسم خلايا جُزر لانغرهانس. وما اكتشفه كان خلايا بيتا المنتجة للأنسولين. وكان يُلاحظ أن إزالة هذه الخلايا من البنكرياس تؤدي للإصابة بداء السكري، ما يعني أنها كانت حائلًا دون ذلك.
وفي عام 1920م، استنتج الدكتور فريدريك بانتينغ أن العصارات الهضمية يُمكن أن تتلف جزر لانغرهانس، وإن أوقف تدفقها يُمكن أن يُحافظ على الخلايا واستخلاصها لعلاج مرض السكري. هذه الفكرة جاءت إليه من حلم جعله يسيقظ من نومه في الساعة الثانية صباحًا من يوم 31 أكتوبر 1920 حيث كتب بعض الكلمات على قصاصة ورق لتسهل عليه اكتشاف العلاج. وخلال تجاربه، قام بحقن كلب مصاب بالسكري بخلايا استخلصها من جزر لانغرهانس في البنكرياس، وشُفي الكلب من المرض. لاحقًا، سمي العلاج باسم الإنسولين.