الصمتُ مفهوم مشكّك ، يحتمل وجوه : فهو علامة موافقة وقبول ، وهو علامة عجز ، وربّما عُدّ الصمت شكلاً جمالياً يستهدف مخاطبة المتلقي قصد إشراكه ، وبهذا الاعتبار ، تغدو بعض النصوص الأدبيّة مزيجاً من المصرّح به والمسكوت عنه ، فالكلام يقول كثيراً لكنه ـــ لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية ـــ لا يقول كلّ ما ينبغي قوله ، ولا يقول إلا ما هو قابل لأن يُقال سياسياً واجتماعياً ، ومن هنا كان الصمت أبلغ من الكلام في كثير من الأحيان ، فكانت الحاجة إلى تعلّم فن قراءة ما بين السطور أمر لا بُدّ منه .

إنّ الصمت مظهر للسكون والاحتواء ، لكنه رحم خلّاق ، وهو سلاح المتميزين ، لأن أكثر الناس يجيدون لغة الانفجار ، لكنهم يعجزون عن تطبيق لغة الصمت