يرقصُ مذبوحا
مَنْ فقدَ الصبرَ فضيلةَ مهزومِ
ينزفُ مُنتظراً
أنْ يسقطَ مِنْ عالٍ كِسفٌ أو قَمرٌ مخسوفُ
يجهرُ لا يخشى جَهْرا
يفتحُ للقوّةِ رُمحاً مسنونا
ما أكبرَهُ إنسانا
هلْ أركبُ ساحلَ عُمري قُبطانا
وأهيمُ إلى حيثُ أُجدّدُ أخشابَ المجدافِ
أسألُ عن بابٍ يُفضي بي
لمحطّةِ أنواءِ الأقدارِ
علّي أجدُ الراحلَ قبلي مُشتاقا
يرفعُني للأعلى طفلا
يقلعُ منخوبَ الأسنانِ طبيباً ـ حلاّقا
أسألُ أهلي :
هل أبقى جَسَداً يأكلُ بعضٌ بعْضا
أمْ أمضي في دربي عجلانا ؟
غابوا ..
ظلّوا تحتَ القبّةِ في جُبِّ الغيبةِ أحياءَ
أأزورُ مضاربَهمْ حتّى لو غِبّا
أحملُ ما يُحْمَلُ للظمأى والجوعى
للساهرِ والكاتمِ في صدرٍ صوتا
زاروني في الشامِ وبيروتا
تركوني في البحرِ الأبيضِ تابوتا
من ملحٍ صخريٍّ منحوتا
لا القاربُ يُدنيهِ
لا شَجَنُ النورسِ يُشفيهِ
هلْ مِنْ لُقيا أخرى ؟