دخل الطبيب وهو صديق قديم لأبي .. بدأ يفحصني بكل حرص و اهتمام، فانا لست مجرد مريض عادي بل انا ابن أعز صديق له.
بعد ما انتهى من فحصي قال لي: ابني... انت تعاني من الارهاق و قلة النوم ... هل انت مغرم بفتاة؟
كان سؤاله محرجا بعض الشيء ، صمت قليلا ثم أومأت له برأسي بالايجاب... ضحك و قال: بسيطة... ساخطبها لك بنفسي... فقط دلّني عليها.
قلت بارتباك شديد : لكني لا اعرف عنوانها و لا حتى رقم تلفونها... كل ما اعرفه هو ان صديقي يحب اختها وان أسمها نجوى.. لا غير...
قال : حسنا... اتصل بصديقك و أدعه كي يأتي و نعرف منه كل شيء...
خابرت صديقي و رجوته ان يزورنا في الحال لأمر مهم فوافق.
جلس طبيب العائلة مع الوالد في غرفة الاستقبال يتسامران بينما بقيت انا في غرفتي انتظر قدوم صديقي على أحرّ من الجمر، وبعد حوالي الساعة دق جرس الباب وكان صديقي، دخل و استقبله أبي و الطبيب ثم أستأذنا من والدي و دخلا الى غرفتي... انتفضت واقفا و سلمت على صديقي ثم قلت له : هل يمكنك ان تعطيني عنوان نجوى؟
اجاب باستغراب : ولماذا؟
قلت : لأني أحببتها و أريد ان اتقدّم لخطبتها...
ضحك و قال : هل هذا حب من أول لقاء؟
قلت : نعم فلقد كانت لطيفة معي و كنّا منسجمين مع بعضنا...
قاطعني قائلا : لكنك لا تعرف ما حدث اثناء مرضك هذه الفترة، لقد اخذت سرمد معي و ما أن رأته حتى ذابت في حبّه لانه شاب وسيم و لبق و فاحش الثراء...
صحت به غاضبا : انت تكذب... انها تحبني انا... هل سمعت تحبني انا...
قال : سأتصل بها و تستطيع ان تسمع منها بنفسك...
اتصل بها : ألو... نجوى... جميل يريد ان يكلمك...
اعطاني الهاتف : ألو... نجوى... كيف حالك... انا جميل
اجابت بطريقة رسمية جدا : تفضل أخي... ماذا تريد؟
رّنت كلمة( أخي ) في أذني و اخذت تطنُّ كطنين النحل... اخخخخخخخي... لم اكن اعتقد في يوم من الايام ان اكره هذه الكلمة ولكني كرهتها هذا اليوم....
قلت : كلا... آسف للازعاج... مع السلامة.
واغلقت الخط...
بعد كل هذه المعاناة و المستشفيات و الاطباء و الهزال و تقول لي
( انته خيّي... انته أبن أمّي و أبيي... من ألف نعله على خيّج و مية ألف طركاعة جتّج... آنه خيّج؟