اقيم الخميس في ولاية ميشيغان الامريكية حفل تابين الفنان الراحل الدكتور عبد المطلب السنيد بمناسبة مرور اربعين يوم من رحيله وكان الحضور المهيب رسالة واضحة لكل محبيه واصدقائه واقربائه … لقد حضروا لانهم احبوه كما كان يحبهم .
و اعتلى المنصة الفنان امير مشكور أيذانا ببدء الاحتفال كونه المنسق لهذا الاحتفال مع عائلة الفقيد ونقابة الفنانين العراقين في امريكا …
وقال مشكور “نجتمع اليوم للذكرى والتذكير لذكرى رجل عاش بيننا عاشنا وعشناه حمل همنا والقينا والقينا بهمومنا على كتف قلبه وكان نعم القلب الحكيم والتذكير بالرجل المنجز والرجل المنجز بالحياة بكل مابها بالفكر,بالمسرح,بالتعب بالمنفى ,بالوطن ,بالرحيل والترحال وبثقل المسولية”.
واضاف “هو احتفاء وليس تابينا بحزن على رحيل فقط احتفال بالسنين بعمر ازهر فنا وبقلب اثمر نبلا احتفاء بالانسان الذي قلبه وطن وروحه ملاذ “.
من جانبه رثى الدكتور عبد الاله كمال الدين السنيد قائلا “الرثاء طقس تفرضه اشد حالات الوجع حين يفقد المرء عزيزا عرفه عن قرب والوجع لايستطيع اي انسان يتجنبه لان ارادة الله سبحانه في تقرير حياة البشر هي الارادة العليى في قاموس من يؤمن بالله ,فالحياة فانية لاريب وعمر المخلوق قصرت اوطالت لابد ان تنتهي الى الموت” …
واضاف “عبد المطلب امن بهذه الفرضية القاسية وتعامل معها بصبر من يحسن الصبر ويستقبل النهايات بروح المتعبد الزاهد وعقل الحاسب المتبصر بالخاتمة مهما كانت مولمة”. وتحدث عن سيرته مع السنيد قائلا “عرفته في ريعان شبابه هو احد طلابي في معهد الفنون الجميلة نهاية الستينات وكان من بين زملائه حسن حسني،و حميد حساني،و وليد شامل ،وصبحي العزاوي وبعدها اتيح لي معرفته على نحو افضل في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في كلية الفنون الجميلة فوجدته طالبا طموحا وفنانا متميزا على صعيد التمثيل في المسرح والاذاعة والتلفزيون.
وتابع كمال الدين القول “عندما غادر السنيد العراق لاكمال دراسته في امريكا اصاب النشاط الابداعي عطب لم يستطع احد اصلاحه فغيابه فقدت الدراما العراقية احد اعمدتها وعندما التقيته بعد فراق ثلاثة عقود صدمني مشهد جلوسه على كرسي المرضى… وجاء الخبر كالعاصفة رحل عبد المطلب المطلب رحل المبدع الكبير والانسان النبيل فبكيت بصمت ولملمت جروحي ورفعت يدي بالدعاء ياالله ارحم عبدك ابا سيف يا الله يا ارحم الرحمين”.
وتحدث الفنان علي الطائي الذي ساهم مع السنيد في تاسيس البيت العربي الذي هذا البيت الذي قدم للجالية الكثير من الانشطة الثقافية والادبية والفنية … فقال “ذات يوم اتيت لادخل الى المعبد معبد الطقوس الملائكية الجديدة اصطدم جسيدي بجسد جديد هذا الكائن كان عبد المطلب السنيد … منحني هذا الكائن فقال لي عليك ايها الرسام الجميل عليك ان ترسم نفسك ومنذ تلك الحظة بدات ارسم نفسي وارسم الحياة وواكبته من تلك الحظة في اعماله … فودعتك ياصديقي ويا عزيزي بتلك اللحظة تلوح بك النوارس من كل مكان حيث يرقد بجانبك ولدي سنان … فقلت لسنان ان عمك ابا سيف يرقد بجانبك فكنت ازور سنان وعبد المطلب اقف تارة لدى سنان واخرى لدى عبد المطلب فزرت هذا الصباح وانا قادم ولاية اريزونا فزرت المقبرة التي يرقد بها ولدي والى جانبه صديقي واخي عبد المطلب اقف مرة على قبر سنان واخرى على قبر عبد المطلب فقلت لسنان هنيئا لك يابني يرقد بجانبك ملك الجمال فيقول انه المخلوق الذي اضاف لي الكثير من الدروس في حياتي وكان دوما يقول لي (ابو سنينة اللعب بيها وسنها ) فدوما اشتاق اليك ياخي يا ابا سيف.
وشارك صالح المحنة بكلم رثى بها السنيد شاكرا الفنان امير المشكور الذي دعاه لهذا الحفل واثنى على العلاقة التي بين المشكور والسنيد علاقة المعلم بالتلميذ واوضح انها هذه اصالة العراقين الشرفاء.
وخاطب الحاضرين قائلا “ان حضوركم هذا هو التكريم والتقييم والوفاء لهذا الراحل الكبير وهو يستحق منا كل ذلك. كنت التقيه بالمناسبات الدينية ونصلي في الاعياد سوية ولكن ادواره المميزة لاتزال راسخة بذاكرتي وذاكرة العراقين وهو شخصية متواضعة وفنية وكل الصفات بها فثقافة التكريم وجدت حتى بقواميس الاديان السماوية فاذكر حديث رسول الله (ص ) من صنع بكم معروف كافؤه وان لم تجدو ماتكافؤه به فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه دعوه نبوية صريحة ان نكون اوفياء الى اهل الوفاء يحثنا ان على مكافأة المبدعين والمخلصين الى اوطانهم …
واضاف “علينا ان ندعوا له وهو بين ايادي ربه ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته” …
وبعد ان قدم الفنان ريكاردوس يوسف رئيس نقابة الفنانين العراقين في امريكا التعازي الى عائلة الفقيد والحاضرين قال “اقف اليوم مودعا لجسد فقط وتبا للموت الذي لن يستطع ان ياخذ عبد المطلب من ذاكرتنا تبا للموت اخذ جسدا وترك روحا خالدة وترك ابتسامة لاتنسى ابدا … كنا تلاميذ لهذا الرجل اقولها بصراحة تتلمذنا على طريقته في الاداء… اداء الكلمة والجسد والاداء الروحي والحسي واكرر تبا للموت ان ياخذ شكيب من الذاكرة في فتاة في العشرين وان ياخذ ذالك الشاب الذي يبيع العلك والمقصات في الدواسروتبا للموت الذي لا يستطيع ان ياخذ من ذاكرتي تلك الابتسامة والنظرة المليئة بالامل وهو على فراش الموت وهو يقول لي استعد لكي اخرج لك عملا وتمثل معي فكان ينظر الى عيني واخترقني بعينه مليئة بالامل ماهذا الرجل وما هذه القدرة عينان تذهبان بالزوال وهي مليئة بالامل”.
واضاف اي كلام نقوله عن عبد المطلب عندما كنا نشاهده وهو يودي تلك الشخصيات المختلفة شخصيات لا تشبه الاخرى وهو في ادائه لايشبه نفسه كلنا نعرف ان هذا الشخض كان كتوما حتى في زيارته الى العراق كان يريد ان يؤسس شي ما لكن للاسف وقف الكثير ضده من السيئين لانه كان مميزا اشكركم جدا لهذه الجلسة الامينة الماتمنة لهذا الرجل وفي الختام اعزي نفسي اولا واعزي عائلة الفقيد الراحل واعزي ذالك التلميذ في مصابه وكذلك عن فقدان ابن اخيه ثائر قبل ايام واقول تبا للموت الذي يقف ورائي سيأخذني كما اخذ عمانويل رسام واخذ عبد المطلب ….
و القى الشاعر شريف الخفاجي قصيدة حيا بها الذكرى،فيما عرض فلم وثائقي عن حياة الراحا من اعداد واخراج الفنان حسن حامد وساعده في انجاز هذا العمل نخبة من الفنانين من بينهم رعد بركات والدكتور مطلب والفنان مهدي البابلي.
وفي الختام قدمت شهادة تقدرية من نقابة الفنانين العراقين في امريكا قدمها الى السيدة ارملة الدكتور عبد المطلب السنيد وقدم سيف السنيد نجل الفنان كلمة شكر بها الحاضرين … وكذلك ابنته ندى التي تحدثت عن اخر اللحظات مع الراحل …
الى اور الشامخة بزقورتها والمطلسمة باسى اهلها وغياب ابطالها الى اور وهي تشاكس الزمن بابدعها المستحيل هذا هو اهداء الدكتور عبد المطلب السنيد في كتابه الاخير ملاحم كلكامش وليدا دوليسا … ومن هذا المكان ودعنا السنيد جسدا … وبقى معنا بصمته بكلماته بحركاته بمؤلفاته .. نشر الحب بين زملائه وطلبته … سلاما عليك غريبا وحيداغائب حاضر بيننا دوما المبدع الدكتور عبد المطلب السنيد .