قبل ان اودّعها سحبتها اختها بقوة من يدها قائلة لها بعصبية: لنذهب الى البيت...
غادرتا دون وداع و انا مستغرب لتصرّف اختها المريب ، اما صاحبي فقد نظر أليَّ بغضب وقال: لي كلام معك ولكن ليس الآن لان مزاجي متعكّر ، ثم ادار وجهه وذهب.
ماذا حدث؟ لقد كان كل شيء على ما يرام... لا ادري..
توجهت ذاهبا الى البيت ينتابي شعوران ، شعور غامر بالفرح من جهة و شعور بالحزن من جهة ثانية... وطفقت اردد مقطع من اغنية لعبد الحليم تقول "روّحت انا روّحت... روْحت مش عارف مالي مش عارف مالي... معرفش إيه اللي جرالي.. إيه اللي جرالي... فرحان عايز اضحك.. مهموم عايز ابكي...حبيتها ايوه انا حبيتها .. مش قادر انسى ضحكتها.. مش يمكن دي فرحة عمري والفرحة ما صدكت لقيتها.. كان فين اليوم ده غايب عني كان فين... تسلملي و تسلم ضحكتها "
و بعد ثلاثة ايام خابرني صديقي طالبا ان نلتقي في النادي... ذهب الى النادي وجلسنا وكانت تبدو عليه علامات الاستياء ، فقال و بدون أيّة مقدمات: لقد اخطأت باصطحابك معي ... كان يجب عليَّ ان آخذ سرمد معي لا أنت..
قلت: و ما الخطأ الذي ارتكبته كي تعاملوني بهذا الجفاء؟
قال: لا تدري... لقد صادقت الفتاة التي اودعناها لديك أمانة... هل هذا امر بسيط؟
قلت: انا لم اصادقها بل تجاذبنا اطراف الحديث و استمتعنا بالوقت و كان بيننا اعجاب و تفاهم ، فما العيب في ذلك؟
قال: لقد ثارت ثائرة اختها حين رأتكما تضحكان و آلمها اكثر تعاملك الرقيق مع اختها.. وقالت لي لماذا لا تعاملني بهذا اللطف الذي يعامل صديقك اختي به؟... انت لا تحبني.. وشرعت تبكي.. حاولت تهدئتها ولكن دون جدوى... لقد افسدت علينا اللقاء...
قلت: انا آسف... لم اكن اقصد... فالبنت غاية باللطف و النباهة...
قال: عليك ان تنساها و تمسحها من ذاكرتك.. فلن آخذك معي في المرّة القادمة.
دفع الكرسي بحدة الى الوراء و غادر دون سلام!