معركة ميدواي، معركة بحرية رئيسية في جبهة الهادي في الحرب العالمية الثانية [1]، بدأت المعركة من 4 يونيو 1942 وحتى 7 يونيو 1942، وبعد شهر تقريبا من معركة بحر الكورال، وخمسة أشهر بعد استيلاء اليابان على جزيرة وايك وبالضبط ستة أشهر من هجوم اليابان على بيرل هاربر [2].
ولم يكن الهجوم الياباني في إطار خطة يابانية لغزو الولايات المتحدة الأمريكية ولكن كان لإضعاف قوى الولايات المتحدة الأمريكية في جبهة المحيط الهادئ مما يعطي اليابان للاستيلاء على أقليم شرق آسيا، وكان يعتقد بأن هزيمة أخرى ستجعل الولايات المتحدة تطلب التفاوض مع اليابانيين لإنهاء حرب المحيط الهادئ في ظروف أفضل لليابان [3].
وكانت خطة اليابان هي إغراء حاملات الطائرات الأمريكية إلى الفخ [4]، وكانت اليابانيون يريدون احتلال ميدواي أتول بعد حدوث غارة دوليتل على طوكيو وكانت العملية ستساعد على هجمات أخرى على جزر فيجي وساموا.
ولكن استطاع كاسروا الشفرة الأمريكيون معرفة يوم ومكان الهجوم لكي يساعدوا الولايات المتحدة على الانتصار في المعركة، أربعة حاملات طائرات يابانية تم إغراقها وتم إغراق طراد ثقيل وأغرقت حاملة طائرات أمريكية واحدة ومدمرة واحدة، وكانت خسارة أربعة من أسطول ناقلات الطائرات وخسارة أكثر من 200 طيار خبير أدى إلى إضعاف البحرية اليابانية [5]، ولم تقدر اليابان على مجاراة الولايات المتحدة في بناء السفن وتدريب الطيارين لإيجاد بديل.
جزء من حرب المحيط الهادي أثناء الحرب العالمية الثانية
السياق الإستراتيجي
كانت اليابان تعرف بقدرتها على تحقيق أهدافها الحربية بسرعة، كأخذها للفلبين والملايا وسنغافورة والتأمين على مناطق أخرى كجزيرة جافا وبورنيو وعدد من الجزر في أندونيسيا، وكان التخطيط الأولي للمرحلة الثانية من العمليات بدء في بداية يناير 1942، ولكن بسبب الفرق بين الجيش الياباني والبحرية اليابانية والأقتتال الداخلي بين مقر الجيش الياباني وأسطول أمير البحر إسوروكو ياماموتو، كانت أعيقة صيغة الإستراتيجية ولم ينتهي التخطيط إلا في أبريل 1942 [6]، وقد نجح ياماموتو بالحصول على القوة البيروقراطية التي ساعده على تنفيذ خطته التشغيلية -زيادة العمليات في المحيط الهادئ- بدلا من الخطط الأخرى، وقد تضمن ذلك هجمات على أستراليا وأندونيسيا داخل المحيط الهندي، وفي النهاية تلقى ياماموتو التهديدات بإقالته إذا لم ينجح في مهماته [7].
وكان هدف ياماموتو الأولي هو الإنهاء على التواجد الأميركي العسكري في المنطقة وهي العائقة الوحيدة أمامه، وقد إزدادت حدة الأمور بعد غارة دوليتل على طوكيو في 18 أبريل 1942 التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الغارة وبالرغم من تأثيرها العسكري البسيط إلا أنه صدمت اليابانيون من الناحية النفسية وأثبت ضعف الدفاعات الجوية حول الجزر اليابانية [8]، وكان إغراق السفن الأمريكية والاستيلاء على ميدواي أهم جزيرة بعد هاواي كان هو الأمر الوحيد الذي سيساهم في إبطال الهجمات، وكان ياماموتو يريد مهاجمة قاعدة بيرل هاربر حتى يجر أمريكا للقتال، ولكنه رأى بأن لدى الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأرضية الكافية لرد الهجوم وإبطاله مما يؤدي إلى إفشال الهجوم على القاعدة [9]، ولذلك اختار هو ميدواي في أقصى شمال غرب هاواي وهي تبعد 2,100 كيلو متر عن أواهو، لم تكن ميدواي تحظى باهتمام اليابان ولكن اليابانيون اعتبروا ميدواي بمثابة الدفاع الأخير عن قاعدة بيرل هاربر [10]، ولم تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ميدواي ذات أهمية قصوى وبعد المعركة تم إنشاء قاعدة للغواصات الأمريكية مما أدى إلى زيادة مدى الغواصات إلى 3,900 كيلو متر، وكان مهبط الطائرات قد خدم كمكان للانطلاق للهجوم على جزر وايك [11].
خطة ياماموتو
ميدواي أتول قبل عدة أشهر من مهاجمتها، الجزيرة الشرقية (يلاحظ وجود مهبط الطائرات) والجزيرة الغربية (البعيدة)
كانت خطة ياماموتو كخطط اليابان في الحرب العالمية الثانية معقدة [12]، وكانت خططه تقوم على المعلومات الاستخباراتية المتفائلة بوجود يو أس أس إنتربرايز ويو أس أس هورنت كحاملتين وحيدتين في المنطقة، وقد تم إغراق يو أس أس ليكسينغتون وتعرضت يو أس أس يوركتاون إلى إصابات عديدة (وكانت يعتقد من اليابانيين بأنها غرقت) في معركة بحر الكورال قبل شهر، وكان اليابانيون يعلمون بأن حاملة الطائرات يو أس أس ساراتوغا كانت تخضع للإصلاحات في الساحل الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تعرضت للهجوم من قبل طوربيد في غواصة.
وكان ياماموتو يعتقد بأن الروح المعنوية للأمريكيين قد هبطت بعد تعرضهم للهزائم المتكررة في الأشهر الستة السابقة للمعركة، وكان يريد خداع حاملات الطائرات الأمريكية حتى يضعهم في مكان مناسب للهجوم عليهم [13]، وقد فرق قواته حتى لا تعرف كامل قوته (السفن الحربية) قبل بدأ المعركة، ولكن تركيزه على تفريق قواته أدى إلى عدم مقدرة سفنه على مساعدة بعضها، ولم يكن يعرف بأن أي فائدة من هذه الحركة لم تكن لتتم بعد أن كسر الجيش الأمريكي الكود الخاص باليابانيين.
وكانت السفن المساندة سيقودها ياماموتو نفسه خلف مساعدة تشويتشي ناغومو على بعد مئات الأميال، وكانت قوة اليابان السطحية ستدمر كل حاملة طائرات أمريكية في ميدواي بعد أن يقوم ناغومو بمهاجمتها [14]، وكانت هذه الخطة الاعتيادية بحروب البحرية، ولكن المسافة بين سفن ناغومو والسفن الأخرى كانت خطيرة لأنها كانت مرافقة للطراريد مما أدى إلى إضعاف أهمية طائرات الاستطلاع لدى ناغومو [15].
غزو أليوتيان
كانت حملة جزر أليوتيان أزالت عدد من السفن التي كانت تستهدف ميدواي، وقد صنفت هذه الحملة بأنها كانت خدعة لسحب القوات الأمريكية إلى الشمال الغربي، وكانت هذه الحملة ستصادف يوم الهجوم على ميدواي [16]، ولكن تأخير ناغومو بالإبحار لمدة يوم أدى إلى حصول الحملة قبل يوم مع معركة ميدواي [
التحضير للمعركة
القوات الأمريكية
يورك تاون في بيرل هاربر قبل أيام من المعركة.
حتى يتجهز الجيش للمعركة مع الخصوم تم حشد أربعة إلى خمسة حاملات للطائرات وقد أراد أمير البحر تشيستر نيميتز قائد قطاع المحيط الهادئ كل حاملة أمريكية متواجدة، وهو لديه سفينتي مساعده ويليام هالزلي، وقد تعرض هالزلي إلى الصدفية وتم استبداله بالمساعد الآخر رايموند سبروانس [18]، وقد أبحر نيميتز بسرعة، وكانت سفينة ساراتوغا غير متوفرة حيث كانت تصلح في الساحل الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية وأصيبت سفينة يورك تاون بإصابات وكانت تصلح في ذلك الوقت أيضا وكانت تحتاج إلى عدة أشهر لتصليحها [19]، وقد تم العمل عليها لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتى تم تجهيزها للمعركة وكانت جيدة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة للقتال المتواصل [20] وهو ما كان يطلبه نيميتز [21]، وقد تم إصلاح سطحها بالكامل وقد تم استبدال الأطر الداخلية بأخرى جديدة وتم أخذ العديد من البحارة من سفينة ساراتوغا إلى يورك تاون ولم يأخذوا الوقت الكافي للتمرين، وقد حاول نيميتز بشتى الطرق إيجاد حاملة طائرات أخرى معه، وقد تم إكمال التصليحات مع خلال العمال في إصلاح السفينة التي أصيب في الهجوم على بيرل هاربر وبعد ثلاثة أيام تم إصلاحها بالكامل وأصبحت يورك تاون في طريقها إلى المعركة
القوات اليابانية
كسر الكود الياباني السري
كان لأمير البحر نيميتز فرضة لا تقدر بثمن بعد أن كسر البريطانيون والأمريكيون الكود الياباني السري [23]، وقد استطاع جوسيف روتشفورت وفريقه بأن يأكدوا بأن ميدواي هي الهدف الأكيد للقوات اليابانية وقد توقعوا يوم الهجوم بين 4 يونيو و5 يونيو وقد أفادوا نيميتز بتحضيرات اليابانيون للمعركة [23]، وتعطل اليابانيون بإيجاد كود سري جديد، ولكن اليابانيون إستطاعوا أن يغيروا الكود السري إلا أن المعلومات المهة كانت قد انتقلت [24].
ونتيجة لذلك، دخل الأمريكيون المعركة وهم يعلمون ماذا يحضر لهم اليابانيون، وكان نيميتز يعلم على سبيل المثال بأن القوة اليابانية موزعة إلى أربعة أقسام وذلك تم تصويب الراجمات إلى السفن السريعة فقط، ولهذا السبب عرفوا بأن أسلحة الدفاع الجوي سيكون استخدامه محدود، ومعرفة القوة التي سيواجهها جعلته يعتمد على ثلاثة سفن وجزيرة ميدواي لمقابلة اليابانيون ليعطي الجيش الأمريكي كقوة أخرى، ولم يكن يعلم اليابانيون على الاستعدادات الأمريكية أي شيء حتى بعد بدء المعركة [25].
المعركة
أولى الهجمات الجوية
أول هجوم جوي اقلع في الساعة 12:30 يوم 4 يونيو ويتألف من تسعه B-17s تعمل من ميدواي.لاحفا بعد أربعة ساعات عثرت على مجموعة النقل اليابانية 570 ميلا إلى الغرب.و تحت نيران المدافع الثقيلة المضادة للطائرات قامت بإسقاط قنابلها.بالرغم من أن الضربات قد سجلت ,أي من القنابل لم تسقط على الأهداف حقا ولم تؤدي الاصابات إلى اضرار جسيمة.في وقت مبكر من صباح اليوم التالي Akebono Maru (ناقلة يابانيه) تحملت عبئ الضربة الأولى عندما اصيبت بطوربيد من زورق طائر(طائرة تقلع من الماءflying boat) مهاجم ضربها عند حوالي ال 1:00.ناكوم شن هجومه الأولي ويتالف من 36 غواصة قاذفة و 36 قاذقة طوربيدات و 36 مقاتله في الساعة 4:30 يوم 4 يونيو
المصدر