عاليه مدينة الجمال، منحها الله مشهديّات طبيعيّة ترفل لها البصائر قبل الأبصار، و أودعها معالم تكتنز بالسّحر و الأسرار، و ما زاد في حسن رقعتها، ذلك المتحف الهوائي الدّائم في رأس جبلها، حيث إلتقت عنده حضارات شتّى، تمثّلت بعدد من الفنّانين النّحّاتين العالميين، بحيث تعاملوا مع أنواع عديدة من الصّخور، فتركت بصماتهم الفنّيّة النّحتيّة عددا كبيرا من المنحوتات و الأنصاب و التّماثيل، التي عبّروا فيها عن مواهبهم، فأتت على ما شاؤوا لها تحاكي التّاريخ و تنقل قصائد فنّيّة نحتيّة، تتجسّد بآيات و سيمفونيات، تتماهى في الهواء الطّلق تحكي للأجيال سيرة حضارات، مرّت في عاليه و تركت فيها نماذج راقية من الثّقافة الفنّيّة الحضاريّة...
حيث رأس الجبل في مدينة عاليه، تعالت أصوات الأزاميل في موسقاتها تحت ضربات المطارق، و هدرت الصّواريخ و هي تتعامل مع الحجر، و إمتدّت الغباريّات و كأنّها الضّباب الأبيض، فأينعت أكفّ الفنّانين النّحّاتين العالميين و اللبنانيين، و غدت عاليه مدينة الفنّ و النّحت عالميّا تحاكي راشانا و غيرها... و كان ذلك بهمّة أولئك الذين صنعوا من الحجر الأصمّ حكاية لا ينقصها سوى النّطق، فتحوّل الحجر إلى أسطورة تحكي رواية الفنّ النّحتي في رأس الجبل في عاليه...
و رحل جميع الفنّانين النّحّاتين عن رأس الجبل في عاليه، و لكنّهم تركوا أريجهم العابق يحكي حركات أفعال إبداعاتهم التي تنعش زوّار عاليه، حيث أغمار و كوكبات من الجمال الفنّي النّحتي، تتماهى بعنفوانها الذي إقتبسته من فنّانيها، حيث صنعوا من الصّخور و الحجارة ربيعا فنّيّا دائما، و نحتوا من الأخشاب صيفا مشمسا لطيف الأنسام، و غزلوا من الأسلاك أوشحة و فساتين عرائس و غيوم سحر و جمال...
متحف عاليه النّحتي الفنّي في رأس الجبل، حضارة ثقافيّة فنّيّة دائمة، ولد بفضل الجهود المباركة و المشتركة بين مجلس عاليه البلدي و هيئة إدارة جمعيّة الفنّانين اللبنانيين للرّسم و النّحت، بحيث تمخّض ذلك التّفاعل الإيجابي عن تفاعل راقٍ بين الفنّانين اللبنانيين و الفنّانين العرب و الفنّانين الأجانب، لتبادل الثّقافات و الحضارات، ممّا أغنى و أثرى التّجارب الفنّيّة النّحتيّة في لبنان و أكسب الفنّ التّشكيلي اللبناني غابة من المنحوتات و التّماثيل و الأنصاب غدت محجّة كل عقل فنّان و كلّ قلب عاشق و كلّ عين رافلة للفنّ...
حدث عاليه الفنّي النّحتي جمع في تاريخه ما بين نهاية القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين، جمع نخبة من الفنّانين النّحّأتين، حيث إلتقت فيه الأجيال على مختلفها مع بعضها البعض، لتتبادل الخبرات الفنّيّة و التّجارب المتنوّعة و التي عالجت الصّخور على أنواعها و الخشب و الأسلاك و المعادن، فأضحت صورة جليّة تعكس مدارس نحتيّة فنّيّة لما مضى، فأتت صورة مهمّة تحمل كلّ معاني الإبداع، ليستفيد منها الفنّان النّحّات اللبناني و ينطلق منها إلى رؤى جديدة و مستحدثة، تساعد على حركات أفعال تشكيلات جديدة و مبتكرة تتجلّى في أرحبة القرن الحالي...
و قد شارك في هذا الحدث كلّ من الفنّانين النّحّاتين اللبنانيين:
عارف الرّيّس، سامي الرّفاعي، زافين هاديشيان، أليكسان كوتشاريان، أندريه نمّور، بسّام كيرللس، بيار كرم، جميل ملاعب، جوزيف غانم، حسّان صعب، حسن بدوي، خليل عليق، زياد الحاج، ساميا علّوه، سامي كنعان، سناء شوّا، سهيل ذبيان، شربل فارس، شكر الله فتّوح، طوني فرح، عادل صالحة، عدنان حقّاني، عزّت مزهر، فيرا فرح، كولين ديربوغوصيان، مران حمام، موفسيس كولويان، نادين أبو زكي، نبيل الحلو، هشام حبيب حين، يوسف غزّاوي، محمّد العبد الله...
و من العالم العربي شارك كل من الفنّانين النّحّاتين:
أكسم سلّوم، فؤاد طوبال، من سوريا. جاسم بو حمد، جميلة جوهر، من الكويت. حكيم العاقل، عبد الله المجاهد، من اليمن. خليل الهاشمي، من البحرين. سهيل الهنداوي، علي جبّار، منقذ سعيد، نديم الشّلبي، من العراق.عبده عثمان دياب، من السّودان. عرفه شاكر حسن، محمّد رضوان خليل، من مصر. محمّد محمّد بن الأمين، ناصر خليفة أبو صرّة، من ليبيا...
و شارك من إيران كل من الفنّانين النّحّاتين:
أحمد نداليان، طاهر شيخ الحكمائي.
و شارك من الدّول الغربيّة كل من الفنّانين النّحّاتين:
آسيا مينوليما، أكسانا موزيشنكوأندريه بلاشوف، إيفان ميسكو، من روسيا و بلاروسيا.
إتيان كرو هنبول، من سويسرا. ألكسندر هايتوف، من بلغاريا. إنغو كاراتشي، من ألمانيا. إيفان تشيسكادزه، ملدزه سيفيريان، من جورجيا. بريجيت بوري، بيار ميرلييه، فريدريك نالبانديان، ماريان غويو، من فرنسا. جيف هاينز، من الولايات المتّحدة الأميركيّة. رمكو بوستوما، من هولندا. غاريجين دافتيان، كاجيك غازاريان، من أرمينيا. كيز باكنيز، من الدّانمارك. ماتز كالديبرغ، من السّويد. ميخائيل غورلفوي، من أوكرانيا.