يعد العنوان مدخلا من مداخل النص أو عتبة من عتبات النص بتعبير جيرار جينيت. تؤدي العتبة- حسب راينا- وظيفة دلالية قد يكون الغرض منها الاستفزاز مثل : رجالي للروائية الفرنكوفونية مليكة مقدم وعابر سرير للروائية أحلام مستغانمي،أو الاستدراج،مثل: الحي الميت للروائي الأرميني الفرنسي هنري ترويات أو التساؤل مثل :. هوامش الرحلة الأخيرة للروائي محمد مفلاح.
و قد تتداخل عناصر: الاستفزاز، والاستدراج، والتساؤل أو تجتمع في عتبة واحدة من العتبات النصية.
إن عنصر الاستفزاز أو الاستدراج أو التساؤل لا يؤدي- دائما - وظائف سلبية في العمل الفني، وإنما قد يتحول على أيدي المبدعين إلى فنية من فنيات صناعة العتبات. هذه الفنية قد تسهم في دفع القارئ إلى تخطي عتبة النص الخارجية/العنوان وتجره إلى باحة النص جرا .
وعنوان رواية محمد مفلاح الصادرة حديثا: هوامش الرحلة الأخيرة تدفع القارئ إلى طرح سؤال السر،سر تقديم الهوامش في عتبة النص الخارجية، ذلك أن للتقديم والتأخير دلالة في اللغة. ثم سؤال الرحلة:هل هي رحلة حقيقية مادية ؟ هل هي رحلة عبر الذاكرة ؟ من أين بدأت الرحلة ؟ وكيف انتهت ؟
كل هذه الأسئلة تبقى من محفزات القراءة وتدفع في اتجاه اقتناء الرواية وقراءتها.