الرؤيا والحلم وحديث النفس
الرؤى والأحلام جزءٌ لا يتجزّأ من حياة الإنسان اليومية، بعضها يكون مريحاً ويستيقظ الرائي منشرحَ الصدر، وبعضها الآخر يكون مزعجاً يسبّب القلق لصاحبه، ورغم حدوث هذا الأمر في منام النائم فقد وُجِد ما يفسّره ويثبته في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد ورد في القرآن الكريم ذكرٌ لعدّة رؤى؛ كرؤيا يوسف عليه السلام، ورؤيا عزيز مصر، ورؤيا إبراهيم عليه السلام. بيّنت السنة الشريفة أنّ هناكَ ما يسمّى الرؤيا الصالحة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه والهوسلم أنّ الرؤيا الصالحة جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة، كما أعلَمنا أنّها من مبشّرات النبوة التي بقيت، أيضاً أخبرنا أنّها من علامات الساعة الصغرى حين قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب". وما يراه النائم ليس جميعه رؤى، فمنه ما هو رؤيا صحيحة ويمكن تفسيرها، ومنه ما يكون سببه الشيطان، ومنه ما هو حديث نفس، ولنتعرف على كل نوع منها بشيء من التفصيل.
الرؤيا الصادقة
هي الرؤى التي تكون من الله عزّ وجل، وتكون بمثابة بشرى للإنسان المؤمن، إمّا أن يراها أو تُرى لله، وهي نعمة تؤدي إلى تثبيته واطمئنانه وزيادة قربه من خالقه، فعليه أن يحمد الله عليها ويحدّث بها من يحبّ، ويحدّث بها أيضاً شخصاً مؤمناً خبيراً بالرؤى كي يعبّرها له، ويجب أيضاً أن يتنبّه من أن يعرض رؤاه على من لا يفقه بالرؤى، فربّما يعبّرها على وجهٍ سيئٍ.
حديث النفس
هو المنام الناتج عن أمر كان يفكّر به الإنسان في يقظته، كأن يكون طالباً على أبواب الامتحانات، يفكّر في دراسته بشكل دائم، فيرى في نومه أحداثاً تتعلق بالامتحانات والدراسة، أو تاجراً يفكّر في البضاعة التي يشتريها، أو طبيباً يفكّر في مريض جاءه في ذلك اليوم، وغير ذلك. وحديث النفس هذا الذي يُرى في النوم يسمّى أضغاث أحلام، ليس له تفسير. من علامات حديث النفس أنّه يكون متناقضاً وغير واضح بدايته من نهايته، أو يرى أموراً لا يمكن أن تحدث في الواقع.
الحلم
هو الذي يكون من الشيطان، يبتغي به تخويف العبد وإيذءه وإلقاء الحزن في قلبه، وعلى المسلم حين يرى مثل هذه الرؤى أن يفعل الأمور الآتية كي لا يتأثر بها: يستعيذ بالله تعالى عن شماله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات كي يتجنّب شره وأذاه. ينفث أيضاً عن شماله ثلاث مرات. يستعيذ من شرّ ما رأى في المنام. يغير الجانب الذي كان نائماً عليه إلى جنب آخر أملاً في أن يتغير حاله إلى الأفضل. يتوضّأ ويصلي ركعتين. يحاول أن ينسى هذا الحلم المزعج ولا يحدّث به أحداً حوله ولا يطلب تأويله من أحد.