العقول
يعرف العقل لغةً بأنه التثبّت في الأمور، والإمساك، والامتناع عن إيقاع صاحبه في المهلكات، أما اصطلاحاً فهو العنصر الأساسي في الفعل البشريّ المعرفيّ، إذ إنّه القاعدة الأولى في الإدراك، والتمييز، والقدرة على اتخاذ القرارات، علماً أنه من الأشياء التي ميّز الله سبحانه وتعالى بها الإنسان عن غيره من المخلوقات، ولا بد من الإشارة إلى أن لهذا العقل عدّة أنواع سنعرفكم عليها في هذا المقال.
أنواع العقول
العقل المتحرر يعتبر هذا النوع من العقول متفتحاً، إذ من الممكن مناقشته والتفاعل معه، كونه يتقبّل الآراء المعارضة له برحابة صدر، فهو غير متعصب لفكره، لأنه إن كان على خطأ يعترف بذلك، وإن كان على صواب دافع عن رأيه دون أن يتعدّى على حق الطرف الآخر، ويحترمه، ويحتفظ بأسلوبه اللبق حتى نهاية الحديث.
العقل المتقلب
لا يثبت العقل المتقلب على رأي واحد، وإنما يتقلّب من رأي إلى آخر، لأنه لا يعتمد على مصدر ثابت أو معلومات محددة، وينتقل من فكرة لأخرى بشكلٍ غير منظّم، كونه دائم القلق، وغير ثابت، الأمر الذي يجعل المناقشة معه صعبةً ولا فائدةَ منها.
العقل المتعصب
يصعب النقاش والحديث مع العقل المتعصب، لأنه لا يعترف بصحة آراء الطرف الآخر، ويعتقد بأنّ الآخر دائماً على خطأ، وأنّه هو الوحيد صاحب التفكير الصحيح، كما ويدخل النقاش بصوتٍ عالٍ، ليضغط على الطرف الآخر، وليثبت رأيه وإن كان خطأً، الأمر الذي يجعل النقاش معه مضيعةً للوقت.
العقل المتحجر
يتميز العقل المتحجر بأنّ التفكير فيه توقّف عند حدٍّ معيّن، لا يتجاوزه، ويظل متشبثاً به، ولا يحاول الخروج به إلى العالم المحيط، الأمر الذي يجعله صامتاً عند إجراء حوار مع الطرف الآخر.
العقل الجاهل
يظن العقل الجاهل أنه وصل إلى مراتب عليا في كل شيء، ويعتقد أنه ليس بحاجة إلى التزوّد من الآخرين، أو إلى التعلّم، أو القراءة، ويرى أن ما لديه يكفيه للدخول في أي نقاش، إضافةً إلى استعلائه على الطرف الآخر، الأمر الذي يظهر سطحيته، وسذاجته، وبساطة معلوماته خاصةً عند التّعمق معه في أي حديث.
العقل الجبان
يكون العقل الجبان ممتلئاًُ بالمعلومات، إلا أنه لا يشارك الحديث مع الآخرين، ولا يناقشهم، ويخاف من مواجهتهم، إضافةً إلى أنه يتجنب الحديث في القضايا الكبيرة، مثل القضايا الدينية والسياسية، ولا يشارك إلا في الأحاديث التي يرى أنها بسيطة، ولا تلحق به أي ضرر، علماً أنه بينه وبين نفسه لا يكون راضياً عن هذه التصرفات.
العقل المزدوج
يعتبر العقل المزدوج من أخطر الأنواع، فهو يدعو إلى الحوار، ويناقش الآخرين بطريقة متحضرة كونه قوي الحجة، ويقف في وجه التطرف والتعصب، إلا أنّه في الواقع قد لا يكون مقتنعاً بما يقوله أو يفعله، ويظهر ذلك بشكلٍ واضح في طريقة تعامله مع الأشخاص المقرّبين إليه.
العقل الرجعي أو المتخلف
يعيش العقل الرجعي أو المتخلف على الخرافات، بالإضافة إلى أنّه لا يؤمن بالعلم، ويرى أن التطور شيء يخالف الدين، لذلك يحاربه، ويحاول إلغاءه، ويصدق ما يصدر من أنصاف المتعلمين، ويرى أنّ أقوالهم حقيقة، علماً أنه يقف في وجه المرأة ويمنعها من أخذ حقوقها، ويمنعها من المشاركة في جوانب الحياة المختلفة، ويلغي دورها، وأهميتها في المجتمع