الأخلاق

الخُلْق لغةً هو الطبع والسجية والمروءة والطبيعة التي يكون عليها الشخص في حياته اليومية، وتنقسم هذه الأخلاق إلى أخلاقٍ حميدة وأخلاقٍ غير حميدةٍ. ممّا لا شك فيه أنَّ المُجتمعات الرّاقية تقوم على رُقيِّ أخلاقِ الأفراد الّذين يسكنون فيها؛ فعند اتصاف هؤلاء الأفراد بالأخلاق الحميدة فتكون صفةً عامةً لهم فإنّ المجتمع كاملاً يَظهر بهذه الأخلاق. حثّ الإسلام على مكارم الأخلاق، ونَهى عن الأخلاق غير الجيدة؛ فقال تعالى في سورة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم)سورة الجمعة {2}، وعلى الرّغم من أنَّ العرب كانوا يتّصفون بِبعض الأخلاق الحميدة التي مَيّزتهم عن باقي الشعوب مثل: الكرم، والنَّخوة، والشّجاعة، والدّفاع عن الشّرف، وإغاثة الملهوف، فإنّ الإسلام جاء ليركِّز على هذه الأخلاق ويُنمّيها، ويضعها ضمن إطار الدين، وربط نيتها الخالصة لله تعالى بالأجر العظيم، ونبذَ الأخلاق غير الجيدة التي كانت موجود كشرب الخمر. قال تعالى في سورة العنكبوت (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) سورة العنكبوت {45}، وفي سورة التوبة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِه)سورة التوبة {103}، وتشير هذه الآيات إلى أنّ الاتصاف بالأخلاق الحميدة يَقود إلى طاعة الله تعالى وكسب الأجر والثواب.

أخلاق الفرد تُحدّد مكانته في المجتمع

خلق الله تعالى البشر مجبولين على حب الخير، وتقدير من يقدِّم لهم الخدمات والمساعدات؛ لذلك فالفرد الذي يتصف بالتعاون، والتصدّق، ومساعدة الآخرين يصبح محبوباً، ويأخذُ مكانةً مَرموقةً في المجتمع، ولا تَخلو المجالس من الحديث عنه وعن أخلاقه العالية التي يتمتّع بها، كما أنّه يمتاز باكتسابه الاحترام الخاص والتوقير، كما أنّ الاتصاف بالأخلاق الفاضلة من شأنه نشر المودة والمحبة بين الناس، فيُقبل الناس على صاحب هذه الأخلاق. في المقابل فإنّ الشخص الذي يتصف بالأخلاق غير الجيدة يتجنّبه الناس، ويكرهون التعامل معه، ولا تكون له أيّ مكانةٍ في المجتمع، بل - على العكس - فإنّ المجتمع كاملاً يَنبذه ويتمنى الخلاص منه، فالغش، والكذب وغيرها من الأخلاق غير الجيدة تجعل الشخص منبوذاً، ومهما حاول التقرّب من الناس فلن يجد من يتقبّله سوى من يتصفون بأخلاقه غير الجيدة؛ لأنه يُعتبر مصدراً للمشاكل والتأثيرات السلبية التي سَتُلحقُ بهم عند تعاملهم معه. يجب أنْ تكون الأخلاق الحميدة من طِباع الفرد نفسه، فأحياناً يُقبِل الشخص على القيام بعملٍ ما لغايةٍ في نفسه إلّا أنّه يتصرّف بطريقةٍ أخرى في وقتٍ آخر، وهذا ما يُسمى تَخلُّقاً أي تكلّفاً وتصنّعاً