العلاقات الاجتماعيّة
يُمكن للعلاقات الاجتماعيّة أن تُحدّد مدى تقدُّم الإنسان في حياته، ولكي يتمكّن الإنسان من تكوين العلاقات الاجتماعيّة عليه أن يكتسب المهارات الاجتماعيّة أوّلاً، فإذا كانت هذه المهارات جيّدة سيكون من السهل عليه أن يُكَوّن أصدقاء، وسيتمكّن من التقدُّم والنجاح في مجال عمله؛ لأنَّهُ ببساطة قادر على تكوين علاقاتٍ قويّة مع من حوله، ولذلك من المُهمّ أن يتعلَّم الإنسان كيفيّة الحصول على هذه المهارات لكي يتمكّن من الوصول إلى ما يطمح له في هذه الحياة.
كيفيّة تكوين العلاقات الاجتماعيّة
التمرين: يجب على الإنسان التمرُّن باستمرار لكي يتمكّن من تطوير مهارته مهما كان نوعها، ولذلك يجب عليه أن يُمضي وقته بمحاولة التعرُّف على الآخرين، لكي يُطوّر مهاراته الاجتماعيّة، فمن خلال التّعامل معهم، والتحدُّث إليهم، ومعرفة ما يجب أن معرفته عنهم، سيكون من السّهل عليه أن يتواصل مع الآخرين، وأن يبني علاقاتٍ اجتماعيّة معهم في المُستقبل، وقد يشعر الإنسان برغبةٍ في تجنُّب المواجهات الاجتماعيّة؛ لأنَّهُ يعتقد أنَّهُ لا يمتلك المهارات الكافية بعد، وهذا ما يجب ألّا يفعله، فبذلك سيُعيق نفسه، ولن يتمكّن من تطوير مهاراته.
الجرأة: لا يكفي أن يتفاعل الإنسان مع الآخرين وحسب، فمن المُهمّ أيضاً أن يكون جريئاً عند القيام بذلك، بمعنى أن يُعبّرَ الإنسان عن أفكاره ومشاعره الحقيقيّة، وأن يتصرَّف على طبيعته، وتكمن أهمّيَّة هذه الخطوة في أن يسمح الإنسان لنفسه بالتجربة الفعليّة، والبحث عن احتمالاتٍ جديدة لكيفيّة التعامل مع الآخرين في المُستقبل، وهذا ما لا تسمح به الانطوائيّة خلال المُناسبات الاجتماعيّة، فلا بُدَّ للإنسان أن يُعبّر عن شخصيّته الكاملة أمام الآخرين؛ لكي يختبر كيفيّة تفاعلهم معه، حتَّى يرتقي اجتماعيّاً.
طلب الرأي والمشورة: من الصعب على الإنسان أن يُعدِّل من مهاراته الشخصيّة في التعامل، عندما يجهل نظرة الآخرين له بالضبط، وكيف تؤثّر النواحي المُختلفة في شخصيّته عليهم، ولذلك على الإنسان أن يطلب المشورة والرأي من الأشخاص الَّذين يثق بهم، فيما يتعلَّق بالطريقة الَّتي يتعامل بها مع الآخرين اجتماعيّاً.
التعامل مع أشخاص ناشطين اجتماعيّاً: إنَّ من أفضل الطُرق لاكتساب المهارات الاجتماعيّة تأتي من التعامل مع أشخاص يمتلكون مهاراتٍ اجتماعيّة جيّدة، واتخاذهم كقدوة، ومثلٍ أعلى، فمن خلالهم يُمكن للإنسان أن يتعلَّم الكثير، ومع مرور الوقت سيجد نفسه أكثر مهارةً في التعامل مع الآخرين، والتواصلِ معهم اجتماعيّاً.
تحديد أهداف مُعيَّنة: هُناك العديد من المهارات الاجتماعيّة، ومُحاولة اكتسابها جميعاً دُفعةً واحدة وبشكلٍ سريع لن تُمَكِّن الإنسان من الحصول على أيِّ نتيجةٍ مُرضية، ولذلك يجب عليه أن يُحدّد المهارات الاجتماعيّة الَّتي يرغب بتنميتها، والطريقة الَّتي يجب عليه اتباعها لاكتساب هذه المهارات، وبشكلٍ تدريجيّ، وذلك حتَّى يتمكن من اتقانها، وليس فقط الحصول عليها.