قضت محكمة عراقية، أمس، بالسجن مدى الحياة على الفرنسية ذات الأصول الجزائرية جميلة بوطوطاو، بتهمة الانتماء إلى صفوف تنظيم “داعش” في العراق. الفرنكو جزائرية صاحبة الـ29 سنة قالت أمام المحكمة إنها كانت ضحية زوجها الذي قال عند زواجها به إنه “مغني راب”، قبل أن تتعرف في رحلتهما إلى تركيا على حقيقته “الجهادية”.
وروت جميلة بوطوطاو أمام محكمة الجنايات في بغداد أنها ذهبت مع زوجها في زيارة سياحية لمدة أسبوع إلى تركيا، و”عندها فقط اتصل شخص يدعى “القرطبي” بزوجي وسمعتهما يتحدثان عن السفر إلى سوريا أو العراق”. كما أفادت في شهادتها أمام المحكمة “تم وضعي في محشر بمعية ولدي عبد الله وابنتي خديجة ومنعت من الكلام تحت طائلة تهديد زوجي بذلك”. وكشفت المتحدثة أنها فقدت ابنها في إحدى الغارات سنة 2014، وكان وزنها عندها يصل إلى 122 كلغ، لكن بسبب الحزن على وفاة الابن لم يعد يتعدى 47 كلغ.
الفرنكو جزائرية كانت زوجة ماكثة بالبيت قبل ذهابها رفقة زوجها إلى العراق، اضطرت المحكمة الجنائية إلى تعيين محام لفائدتها بعدما وكلت محاميا فرنسيا يدعى “مارتا برادال”، لم يكن موجودا في المحكمة لما نودي عليه. رافع محامي بوطوطاو لأجل الرأفة بهذه السيدة التي كانت، حسبه، “ضحية لزوجها”، قبل أن ترد الزوجة في سؤال للمحكمة بأن زوجها هو الذي أجبرها على الالتحاق بتنظيم “داعش”. ووفقا لرواياتها، فإن زوجها قتل في الموصل، “وتم نقلنا إلى مدينة تلعفر وعندها سلمنا أنفسنا إلى وحدات البشمركة”.
ومنذ شهر جانفي الفارط، أصدرت المحاكم العراقية حكما على 97 امرأة بالإعدام و185 بالسجن المؤبد وما بين 15 إلى 3 سنوات وسنة واحدة سجنا، أغلبهن ينحدرن من تركيا أو من الجمهوريات السوفييتية السابقة. ويشكل “الجهاديون” الأجانب سواء المقبوض عليهم أو الذين هم في حالة فرار، مصدر قلق لبلدانهم الأم، خوفا من تنفيذهم أعمالا إرهابية لدى عودتهم من ساحات القتال.