|
وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ.. |
وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني.. |
وواحدةٍ سوف تأتي.. |
أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ.. |
كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ.. |
كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ.. |
فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني |
صباحَ مساءْ.. |
وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ.. |
حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟. |
2 |
وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ.. |
وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي.. |
هنالكَ خمسُ دقائقَ.. |
أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ.. |
هنالكَ خمسُ دقائقْ.. |
بها أطمئنُّ عليكِ قليلا.. |
وأشكو إليكِ همومي قليلا.. |
وأشتُمُ فيها الزمانَ قليلا.. |
هنالكَ خمسُ دقائقْ.. |
بها تقلبينَ حياتي قليلا.. |
فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ.. |
هذا التمزُّقَ.. |
هذا العذابَ الطويلا الطويلا.. |
وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟ |
وكيف يكونُ النفاقُ جميلا؟... |
3 |
وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ |
هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ.. |
وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ.. |
وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ |
يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ |
وما بين نُقْطَة حِبْرٍ.. |
ونُقْطَة حِبْرٍ.. |
هنالكَ وقتٌ.. |
ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ.. |
4 |
وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ |
هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ |
تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ.. |
وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ |
كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ |
وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ.. |
ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ |
وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها.. |
ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ، |
لا شيءَ فيها.. |
أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق |
عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها... |
5 |
وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ. |
وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ |
وفي لحظات التناقضِ، |
حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي.. |
وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي.. |
وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي |
وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي.. |
أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ.. |
فتغدو حياتي حديقةَ وردِ.. |
6 |
وفي اللحظاتِ القليلةِ.. |
حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ |
وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ |
وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ.. |
تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْْ |
فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟ |
وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟ |
وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟ |
كيفَ أجالسُ غيركِ؟ |
كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ.. |
وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ... |
7 |
وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ. |
وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. وما أقنعتْني |
وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي.. |
أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ.. |
وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشموع، وعصرِ البَخُورْ |
وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ |
فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟ |
وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ |
وكيفَ أكونُ هنا.. وأكونً هناكْ؟ |
وكيف يريدونني أن أراهُمْ.. |
وليس على الأرض أنثى سواكْ |
8 |
أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ.. |
وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ |
ويعثر دوماً لساني.. |
فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها.. |
وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ.. |
بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ.. |
وبينَ خطوط يديها.. |
وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ... |
حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها.. |
وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ.. |
حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها.. |
فماذا تسمّينَ هذا؟ |
ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً.. |
وكيف أكونُ لديكِ؟ |
وأزعُمُ أنّي لديها.. |