ثُمَّ تَصِل لمَرحلَة تَنعزِل فيها كُلياً عن الجميع،تُلقي نَفسَك في فضاءَ غُرفتَك وحيداً مع الأورآق التي إهترأت مِن شَكواكَ لها، وحيداً مع دُخانِ سجائِرَك وموسيقاك الخاصّة، وحيداً لا يأبَهُ أحداً لِوجودَك.
مُحاط بالإحباط والخيبة والألَم، تائهٌ في الخيال هُروباً مِن الحقيقة المُميتة، لا يُسندِك سِوى الحائِط ولا يمسحُ دموعَك سِوى الأوراق، ولا يواسي وِحدتَك سوى السجائِر.
تهربُ خائِفاً من واقِعَك اللعين للنوم، فـ لا يرافِقُ منامَك سِوى الكوابيس المُخيفة، وتستيقظُ ثلاثونَ مرةً هَلَعاً مِن تِلكَ الكوابيس.
تجد أن بقائَك على قيدِ ما يُسمى بالحياة هُوَ عَذابٌ لَك،
وتُفني عُمرَك بمصارعَة نَفسَك التي تَرفُضَك، وإثبات حقيقَة أنّكَ حيْ