ان التخلص من الملوثات العضوية العالقة في مياه الصرف الصحي عملية معقدة وتحتاج الى العديد من الوسائل. والادوات التقنية الموجودة لا تقوم بعزل تلك الملوثات عن المياه الا بكمية محدودة, لذلك يُستخدم الميكروبات التي تستفيد من تلك المكونات كنوع من الغذاء.
واثناء عمل تلك الميكروبات يتأكسد جزء من تلك المواد العضوية ليتحول الى غاز ثاني اكسيد الكربون وقسم اخر الى ماء. ولكن الميكروبات تتكاثر باستمرار ويزداد عددها, وبالتالي تُعزل عن عملية التنقية اما بالترسب او بالطفو. ولا تحتاج تلك الميكروبات فقط الى مصدر للكربون لنموها وتكاثرها, وانما تحتاج ايضا الى عناصر تغذية من مختلف الانواع, مثل النتروجين والفسفور.
واثناء المعالجة البيولوجية يحصل ايضا بعض الانخفاض في محتوى المياه من العناصر الغذائية, بما يسمى عملية التمثل (Assimilation).
وفي الجزء السابق من سلسلة مواضيع المعالجة البيولوجية كنا قد بدأنا باول انواع العمليات الهوائية, الحمأة النشطة. وفي هذا الموضوع سيكون الحديث عن الحمأة المنشطة طويلة الامد (LAS).
الحمأة المنشطة طويلة الامد
ان الاحواض المستخدمة في عمليات LAS هي احواض كبيرة, ولكن بسبب اعادة استخدام الرواسب فان تركيز الميكروبات في تلك الاحواض عالٍ جدا ويمكنها القيام بنفس العمل كما في منشاءات التصفية في البحيرات الصغيرة, ولكن بوقت اقل. حيث ان فترة اقامة المكيروبات داخل الاحواض (HRT= hydraulic retention time) يوم واحد تقريبا, وتركيزها 1.5 غرام من الميكروبات لكل لتر من المياه. بينما يترواح عمر الرواسب ( SRT= Sludge retention time) من 5 الى 20 يوما.
ان فترة الاقامة الطويلة هذا, مقارنة بمحطات الحمأة النشطة العادية, تجعل من الرواسب سهلة التكيف مع المركبات صعبة التحلل, اي ان البكتيريا والميكروبات التي تحلل المركبات المستعصية تحصل على وقت اضافي للنمو وزيادة اعدادها, حتى لو كان نموها بطيئا.
ملاحظة: من خلال المعادلات التالية يمكننا معرفة HRT و SRT
لمعرفة دلالات الرموز يرجى الرجوع الى الجزء السابق من هنا
وتجدر الاشارة الى محطات المعالجة الضخمة مثل LAS يمكن ان تكون هناك حاجة الى انشاء مناطق لا هوائية, خصوصا اذا كانت مياه الصرف تحتوي على عنصر كلورات (Chlorate).
نلتقي في الجزء التالي