لقد ارتبط التل الزينبي بآلام وأحزان آل محمد، وهو التل الذي وقفت عليه العقيلة زينب الحوارء لتنكشف لها أرض الطف، وينكشف لها هول المطلع، وهي ترى جسد أخيها الحسين ممزق أمامها، والدماء تشخب من أوداجه والجراح غطت جميع أعضاء بده الشريف، وقد أعياه ألم الجراح.
فتصرخ الحوارء وتنادي بأعالي الصوت:
يا حسين، إن كنت حياً فأدركنا، وإن كنت ميتاً فأمرنا وأمرك إلى الله.
هذا التل الذي له أحادث تذهل العقل، وتجري الدم بدل الدموع من العيون، ولا أعلم بأي حال وقفت العقيلة زينب الحوارء على هذا التل، وبأي قلب شاهدت أخيها الحسين بهذا الحال، وقلبها يستعر من جراح الطف، ومن خلفها أطفال ونسوه يصرخون، ومخيم يستعر من الظمأ، ويستعد لهجوم خيل العداء واحراق النار فيه، وهي تشاهد جسد أخيها صريع وممزق بأرض الطف.
التل الزينبي:
كانت أرض كربلاء غير مستوية، وتكثر فيها التلال والمرتفعات.. وفي واقعة الطف كانت زينب تأتي وتقف على تل يشرف على أرض المعركة للاطلاع على حالة الإمام الحسين، ويوجد في الوقت الحاضر بناء بهذا الاسم إلى الغرب من الصحن الشريف باتجاه باب الزينبية، وكانت المرة الأخيرة التي أعيد فيها بناء التل الزينبي هي في عام 1398
[تراث كربلاء، لسلمان هادي طعمة: 129].