بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

ونحن ننتقل من شهر رجب إلى شهر شعبان نشعرُ واقعاً بأننا نودِّعُ شهراً كانَت فيه أبوابُ الاستغفارِ مفتوحة ًعلى مصراعيها، ومحطا تُقضاءِ الحوائجِ منصوبةً لمن أرادَها، ونحط في شهرٍ شُعبت فيه الخيرات، فإن المؤمن يغتنم الفُرص...وله أساليب مختلفة في التعامل مع رب العالمين: فتارةً يُصلي،وتارةً يدعو، وتارةً يقرأ القُرآن، وتارةً يتصدق، وتارةً يصلُ رحمه.

فالنبي -صلى الله عليه وآله- كانَ يتعامل مع شهرِشعبان كتعاملهِ مع شهرِ رمضان المبارك؛ فقد كان يصوم هذا الشّهر، ويوصل صيامه بشهر رمضان.. وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (شعبان شهري، وشهر رمضان شهر لله عزّ وجلّ.. فمن صام يوماً من شهري؛ كنت شفيعه يوم القيامة.. ومن صام يومين من شهري؛ غفر له ما تقدّم من ذنبه.. ومن صام ثلاثة أيام من شهري؛ قيل له: استأنف العمل)!.

يتحدَّثُ آيةُ الله ِالتبريزي قائلاً: "فليجتهدْ السالكُ في عرضِ الأعمالِ والقصورِ والتقصيرِ بصادقِ اعترافٍ، وخالصِ حياءٍ وتوسُّلٍ إلى اللهِ تعالى بأحبائهِ وأوليائهِ... وقد فُسِّرَ كرمُ العفوَِ بأنَّهُ يعفوَ عن السيئاتِ و يبدلُها بأضعافِها من الحسنات.ِ
فليبذلْ جهدَهُ أن لا يخرجَ بخروجِ الشهرِ عن حِمَى مولاهُ، وليتضرَّعْ لله ِجلَّ جلالهُ أن يجعلَهُ دائماً في حماهُ، ولا يكونُ ذلكَ في شهرٍ دونَ شهر ٍوحالٍ دون حالٍ، ومكانٍ دونَ مكانٍ".

(إِلـهي!.. وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأََجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ.. فَناجَيْتَهُ سِرّاً، وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً).