بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لا يتصف بها إلا الأخيار ولا يستطيعها إلا الكبار ولا تأتي إلا ممن زكت نفوسهم وسمت أخلاقهم ولا تصدر إلا عن أبعد الناس عن الجهل والرياء والسمعة وطلب الجاه و الدنيا ولا تنم إلا عن علم وفهم وإدراك واتزان .
لا تزيد صاحبها إلا عزة و رفعة بين الناس ولا تضفي على المتخلق بها إلا مزيد مدح وثناء واحترام و تقدير , ناهيك عن الخير الذي ينتظر من يتصف بهذا الخلق الكريم يوم القيامة والجزاء والثواب الذي يرجوه من ربه ومولاه .
تزداد أهميتها وضرورة التذكير بها مع ما نراه في عصرنا الحاضر من مشاهد التعصب والعناد والإصرار على الخطأ من بعض المسلمين رغم وضوح الحق وظهور معالمه , وتتضاعف الحاجة لدعوة عموم الناس للتخلق بها ومجاهدة النفس على تحصيلها بالنظر إلى ما يضج به الوقت الراهن من صور التكبر على الحق ورفضه والتعالي عليه والتمسك بالباطل اتباعا للهوى ورضوخا لوساوس الشيطان .
هذا أحدهم يأبى أن يعترف بخطئه ويرفض أن يتراجع عن غيّه رغم ظهور الحق جليا أمام عينيه , وذاك آخر يتشبث برأيه المجانب للصواب وينافح ويدافع عنه في الملأ مع يقينه بعواره واقتناعه في قرارة نفسه أن الحق بخلاف ما يراه .....الخ .
لا شك أن الرضوخ لشهوات الأنا والاستسلام لرعونات النفس واتباع الهوى و الاستجابة لوساوس الشيطان التي لا تدعو إلا إلى الباطل...هي أسباب تقف وراء ظاهرة التعالي عن الحق وعدم الانصياع له والتمادي في التشبث والتمسك بالباطل والدفاع عنه .