بسمالله الرحمن الرحيم

رحم الله سلفنا الصالح وعلمائنا الأجلاء
هل يمزح العلماء وطلبة العلم ؟
هل يضحكون في مجالسهم ؟ .. وهم من هُم بعلمهم وقدرهم ووقارهم ! ..
سؤال محير .. ومن الصعب علينا استيعابه ! .. إلا أن كثرة المشاركات أثبتت لنا نقيض ذلك ! ..
فهم وإن كانوا أهل الوقار .. وحياتهم حياة الاجتهاد والجد .. ومجالسهم مجالس العلم والذكر .. فإنها لا تخلو من اللطائف العابرة غير المقصودة ! .. والطرائف النادرة التي تناسب الحال الذي وقعت فيه دون مشقة أو كلفة ! .. فتكون أشبه بالنكتة الجميلة التي يستسيغها العقل وتطرب لها النفس ! .. وتطير بها الركبان ! .. وتتناقلها الأجيال تلو الأجيال ! ..
ولنا في سيرة سيد العلماء وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..
فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح بلا كذب



من يشتري العبد ؟!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا ، وكان يُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هديةُ من البادية فيجهزه ( يعطيه زادا ومتاعا ) النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن زاهرا باديتنا ( من أهل البادية ) ونحن حاضروه " .
وكان رجلا دميما ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه واحتضنه من خلفه – وهو لا يبصر النبي صلىالله عليه وسلم – فقال : من هذا ؟ أرسلني ، ثم التفت فعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم .. فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من يشتري العبد ؟ " . فقال : يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا .
قال صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لست بكاسدٍ " أو " أنت عند الله غالٍ " .
رواه أحمد والبيهقي وغيرهما .




أتصدق به على نفسي ؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكتُ ، وقعتُ على أهلي في رمضان . فقال : " أعتق رقبة " قال : ليس لي ، قال صلى الله عليه وسلم : " فصم شهرين متتالين " قال : لا أستطيع ،
قال صلى الله عليه وسلم : " فأطعم ستين مسكينا "
قال : لا أجد . فأتى رسول الله صلىالله عليه وسلم بعرق ( أي مكتل ) فيه تمر ، فقال : " أين السائل ؟ تصدق بها "
قال : أعلى أفقر مني ؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وقال : " فأنتم إذا " . رواه البخاري