كشفت تحاليل الحمض النووي كيف أن عددا صغيرا نسبيا من الرجال الأقوياء نقلوا مورثاتهم إلى الملايين من أحفادهم خلال فجر الزراعة.
وأظهرت الأبحاث أن العديد من سكان شرق آسيا وغرب إفريقيا وأوروبا، وكذلك شمال الشرق والشمال الإفريقي، لديهم أسلاف مشتركون من الذكور، عاشوا منذ حوالي 5 آلاف عام.
وأوضح أستاذ علم الوراثة في كلية هارفارد الطبية، ديفيد ريتش، الذي لخص البحث في كتاب جديد بعنوان "من نحن وكيف وصلنا إلى هنا"، أن الرجال الأقوياء تركوا "تأثيرا استثنائيا" على سكان الكوكب في تلك الفترة.
وأشار ريتش إلى جنكيز خان، الذي حكم الناس في منطقة تمتد من الصين إلى بحر قزوين، لشرح نظريته. كما أوضح أن خلفاء الزعيم، الذي عاش خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، خلقوا مجتمعا ترك "تأثيرا جينيا استثنائيا على سكان أوراسيا".
وأوضحت دراسة نُشرت في عام 2003، كيف أن عددا صغيرا من الذكور، الذين عاشوا خلال تلك الفترة، أثروا بقوة على أولئك الذين يعيشون حاليا في أوراسيا.
وخلص البحث الذي اعتمد على تحليل الكروموسومات Y، إلى أن رجلا واحدا عاش في الفترة التي شهدت سيطرة المغول، قد ترك عشرات الملايين من الأحفاد.
ووصف الباحثون هذا الأمر بـ "مجموعة النجوم"، وهو ما يعكس فكرة وجود سلف له عدد كبير من الأحفاد. ومن المفترض أن أصل أو مؤسس النسب عاش قبل حوالي 700 إلى 1300 سنة، نظرا لعدد طفرات كروموسوم Y.
كما يمكن العثور على مجموعات النجوم خارج آسيا أيضا، حيث أشار، ريتش، إلى دراسة أثبتت أن ما يصل إلى 3 ملايين شخص على قيد الحياة اليوم، أتوا مباشرة من سلف مشترك في إيرلندا، عاش منذ 1500 عام تقريبا.
وبهذا الصدد، أورد ريتش في كتابه الذي نُشر جزء منه في Nautilus: "ترك الذكور الأقوياء أثرا استثنائيا على أتباعهم، أكثر من أي فترة سابقة، مع انتقال بعض الحمض النووي إلى عدد أكبر من أحفاد اليوم، مقارنة بجنكيز خان".
والدليل على ذلك يتمثل في أن حوالي 8% من السكان الذكور في الأراضي، التي احتلتها الإمبراطورية المغولية ذات مرة، يتشاركون في تسلسل كروموسوم Y المميز، ومجموعة من سلاسل متشابهة تختلف من خلال عدد قليل من الطفرات.
وتسمح مجموعات النجوم بمعرفة المزيد عن الشخصيات التاريخية، وتوفر نظرة ثاقبة في التحولات الاجتماعية السابقة، التي لا يتوفر للباحثين معلومات كثيرة عنها.