النتائج 1 إلى 10 من 10
الموضوع:

كلب جمال

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 456 الردود: 9
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: November-2015
    الدولة: بغداد الكرادة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 318 المواضيع: 57
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 235
    مزاجي: مستقر، هادئ
    المهنة: محرر اخبار
    أكلتي المفضلة: كل ما كان بعرق جبيني
    موبايلي: غالاكسي ـــ ايفون
    آخر نشاط: 24/November/2018
    مقالات المدونة: 1

    كلب جمال

    في هذه المهنة الخسيسة، الاعلام، رأيت العجب.
    عقوق الاعلاميين، ومن يعمل في الاعلام، اداريا، او غيره، ونكرانهم للجميل قبيح بمقدار قبح التناقض بين عناوينهم وشهاداتهم، واخلاقهم وسلوكهم، قبل أيام قابلت ابو عبد، ابو عبد هذا مدير ادارة، وخريج ادارة، وعمل مديرا للادارة في قناة الملائكة، ثم قناة الملائكة الفرع الثاني.
    طلب مني يوما تدقيق رسالته في الماجستير لغويا، استغرق تدقيقها اسبوعا كاملا، كانت 80 ألف كلمة، احتوت على اخطاء املائية ولغوية، وركاكات في الصياغة، واخطاء في التواريخ والاسماء، وسوء اقتباس من القوانين الادارية.
    انفقت عليها جهدا كبيرا، أبدأ بالعمل فيها من الساعة الخامسة عصرا حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، وعندما انهيتها، شعرت بالغبن، هذا المقدار الكبير من التعب ليس صحيحا ان يكون مجانيا، ومع هذا لم أطلب منه شيئا، أرسلت له الرسالة على الواتس اب مصححة.
    بعد اشهر، قابلني في الكرادة، امام مقهى البغدادي، رآني، تجاهلني وظل يمشي، فناديت وراءه وسلمت عليه، فأدار وجهه باتجاهي وهو مستمر في السير، ورمقني بنظرة اخبرني فيها انه رآني، لكنه لم يسلم علي، ثم سمع ندائي وسلامي، ومع هذا لم يسلم عليّ.
    وأنا أستذكر هذا الشخص، وعقوق الاعلاميين وخسة نفوسهم بصورة عامة، تذكرت موقف كلب جمال.
    عندما كنت اسكن في مجمع فدك السكني، كان لجارنا، وهو قريبنا في العشيرة، كلب، كنا نطلق عليه كلب جمال، نسبة لجارنا جمال.
    في أحد الايام، هرّجَ عليّ جلادي، فخرجت من البيت، احترت في أين أبيت، نفدت قائمتي المعدة لهذا الغرض، استنفدت اقربائي بيتا بيتا، واصدقائي صديقا صديقا، فقررت المبيت في هيكل يبعد عنا ثلاثة بيوت.
    دخلت الهيكل ومعي كارتون مقوى كفراش، ومعي بطل ماء طلبته من جارتنا ابتسام، ولفة فلافل، فرشت الكرتونة، وفتحت كيس عشائي، فدخل الكلب، عرفته، فرميت له بعض اللفة، فأكلها، وبدأ يتودد لي ويقترب حتى مس الكرتونية وشممت رائحته الكريهة، فكششته عني، خشية ان يوسخ فراشي، ابتعد مترا، لكن ظل مقعيا حتى نمت، وفي الصباح عندما استيقظت وجدته على جلسته، قمت وطويت كرتونة نومي وثقّلت عليها بطابوقة، لاطمأن عليها، فسأعود ليلا لأنام في هذا المكان، خرجت من الهيكل والكلب يمشي ورائي، وإلى جانبي، وأمامي احيانا، كان يريد بطريقته هذه ان يلفت نظري الى وجوده، حتى وصلت الى نهاية المعسكر.
    بعد ثلاث ليال من المبيت قضيتها انا وهذا الكلب المسكين في هذا الهيكل، عدت الى البيت، وبعد اسبوعين تقريبا حصلت على عمل مع اسطة بناء في الكمالية، عندما كنت اخرج من البيت في الفجر كان الكلب يتبعني الى نهاية المنطقة، حيث تنتهي منطقة المعسكر ويبدأ حي النفط في المشتل ثم شارع المدارس.
    كانت نقطة توقفه عن المسير خلفي ثابتة، يعرفها هو، لم أشاهده يتخطاها مرة، لا أعرف لم اختار هذه النقطة بالذات، كان قد حمل نفسه مسؤولية حمايتي لحد نهاية المنطقة.
    بقيت اعمل مع هذا الاسطة لمدة اسبوع، وطيلة هذا الاسبوع، كان الكلب متحضرا في باب الدار فجرا، كنت أشاهده يجلس الى جنب (باية) اي درجة من درجات السلم، كانت مبنية بجنب الباب ليجلس عليها جلادي في العصر، كان دائما بجنب هذه الباية.
    مرة، زارتني احدى عماتي، كنت واقفا في البيت والكلب مقعٍ أمام منزل صاحبه، اقتربت عمتي مني وسلمت عليّ، فظن انها تريد ايذائي، فانتفض من مكانه راكضا نحوها وهو ينبح اشد النباح، وكاد ينهشها بعظة في ساقها لولا أني طردته.
    مات كلب جمال مسموما، قالوا في البيت، ان بيت جمال وجدوا كلبهم مسموما وقربه قطعة لحم عليها سم (طوز) . كان هذا في عام 2011.
    مات كلب جمال، أما أبو عبد، فما يزال حيا، هناك خطأ كبير في توزيع الموت وتوزيع الحياة.

    كان لجاري كلبٌ
    يدعى كلب جمال
    قدمت له يوما بعض طعامي
    صار صديقي
    او صرت صديقا لطهارته
    صار يرافقني في دربي
    حتى مات بسمٍ
    قيل تسمم بطعام
    وضعته له بعض بغايا الحي
    وأبو عبدٍ حيٌ حتى الان
    ليس عقوق الناس بمؤلمنا
    إن قارناهم بوفاء كلاب الشارع
    لكنْ توزيع الموت على الاحياء
    يشهد اخطاء بالجملة
    ما أبشعها من أخطاء
    في الفقه يقولون الكلب نجاسة
    لكن تجاربنا قالت
    لا انجس من قلب الناس اذا عقوا
    ما آذى كلب صاحبه قط
    قصة هاتشيكو تخبركم
    هذا فقهي:
    ان نجاسات الارض ثلاث
    قلب المرء اذا آذى الناس
    وناس تنظر شريرا يؤذي لكن لم توقفه
    وعيون نظرت شرا بشريا يقع ولم تنطق

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,333 المواضيع: 20
    التقييم: 5344
    آخر نشاط: 2/May/2024
    "مات كلب جمال، أما أبو عبد، فما يزال حيا، هناك خطأ كبير في توزيع الموت وتوزيع الحياة."

    فعلا .. . و رغم العناء الذي يتسرب لحياتنا بسبب أخطاء كهذه .. و رغم مرارة التجربة .. لا أخفيك أني أستمتعت بقراءة سطورك ... و كأنها قصيدة

    محبة وتقدير

  3. #3
    miss nau nau
    ادام الله سماحتها.
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,151 المواضيع: 1,747
    صوتيات: 39 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18936
    مزاجي: مشمش
    مقالات المدونة: 8
    أكثر ما يُحزن في قصتك ،موت كلب جمال..

    وابو عبد لازال حياً

    أسلوب أكثر من رائع بالكتابة،استمتعت.

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    الرواني ..

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2016
    الدولة: النمسا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,871 المواضيع: 266
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 3261
    مزاجي: حار مشمس, بارد ممطر
    المهنة: تصنيع كيمياويات
    أكلتي المفضلة: كباب
    موبايلي: سامسونك A7
    آخر نشاط: 27/April/2022
    مقالات المدونة: 2
    محبّتي الفائقة لشخصك الكريم...
    (اذا انت اكرمت الكريم ملكته وإن انت اكرمت اللئيم تمرّدا)
    ألا فاعلم ان نجاسات الارض ثلاث، عينٌ نجسة و يدٌ نخسة و وروح بخسة.
    لقد قاسيتَ في حياتك نصباً ناصبا ، فهو عُسر فوق الإمكان بل هو جسرٌ لا يُعبر و كنف لا يوطأ .
    تفترش الارض و تلتحف السماء!
    وعلى الرغم من تلكم الصعاب أراك رابط الجأش صابرا محتسبا.
    ولكني لا اوافقك الرأي بشأن المدعو ابو عبد، فقد يكون الموت راحة له، والله ادرى بما كانوا يفعلون، لا تسبق أمر الله ، فهو يُمهل ولا يُهمل.
    تقبّل وافر تقديري

  6. #6
    من اهل الدار
    Ozymandias
    تاريخ التسجيل: January-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,575 المواضيع: 93
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9797
    آخر نشاط: 20/August/2021
    احب طريقتك بالسرد جدا
    مختلف انت صديقي
    بس عندي نصيحة اعتبرها من اخ صغير
    مهما تكون طيب بتعاملك مع الناس
    لا تخلي طيبتك تكون على اساس اذية نفسك ومصلحتك
    جاريهم وحط عينك بعينهم واخذ حقك من الكل
    سعادة لقلبك اتمناها دائما

  7. #7
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Larsa مشاهدة المشاركة
    "مات كلب جمال، أما أبو عبد، فما يزال حيا، هناك خطأ كبير في توزيع الموت وتوزيع الحياة."

    فعلا .. . و رغم العناء الذي يتسرب لحياتنا بسبب أخطاء كهذه .. و رغم مرارة التجربة .. لا أخفيك أني أستمتعت بقراءة سطورك ... و كأنها قصيدة

    محبة وتقدير
    شكرا لك اختي الرائعة على كلماتك ومرورك الجميل، اسعدني ان كتابتي نالت اعجابك

  8. #8
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ĉat مشاهدة المشاركة
    أكثر ما يُحزن في قصتك ،موت كلب جمال..

    وابو عبد لازال حياً

    أسلوب أكثر من رائع بالكتابة،استمتعت.
    شكرا لك اختي الرائعة، مرورك هو الاروع

  9. #9
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بـشــــار مشاهدة المشاركة
    احب طريقتك بالسرد جدا
    مختلف انت صديقي
    بس عندي نصيحة اعتبرها من اخ صغير
    مهما تكون طيب بتعاملك مع الناس
    لا تخلي طيبتك تكون على اساس اذية نفسك ومصلحتك
    جاريهم وحط عينك بعينهم واخذ حقك من الكل
    سعادة لقلبك اتمناها دائما

    شكرا لمرورك صديقي العزيز بشار
    اتشرف بنصحيتك لي، فعلا كما قلت وقولك عين الصواب، ليس صحيحا ان نعيش بقلوب عصافير في مجتمع من ذئاب
    سعيد بمرورك، وبكلماتك، اتمنى لك حياة سعيدة ، قبلاتي لقلبك الابيض

  10. #10
    صديق نشيط
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور جميل مشاهدة المشاركة
    محبّتي الفائقة لشخصك الكريم...
    (اذا انت اكرمت الكريم ملكته وإن انت اكرمت اللئيم تمرّدا)
    ألا فاعلم ان نجاسات الارض ثلاث، عينٌ نجسة و يدٌ نخسة و وروح بخسة.
    لقد قاسيتَ في حياتك نصباً ناصبا ، فهو عُسر فوق الإمكان بل هو جسرٌ لا يُعبر و كنف لا يوطأ .
    تفترش الارض و تلتحف السماء!
    وعلى الرغم من تلكم الصعاب أراك رابط الجأش صابرا محتسبا.
    ولكني لا اوافقك الرأي بشأن المدعو ابو عبد، فقد يكون الموت راحة له، والله ادرى بما كانوا يفعلون، لا تسبق أمر الله ، فهو يُمهل ولا يُهمل.
    تقبّل وافر تقديري
    شكرا لمرورك الرائع دكتورنا العزيز ، نورت المنشور، واضفت معاني رائعة، تحياتي لشخصك الكريم، وتقبل محبتي ابنك واخيك المخلص

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال