يا رب لو خلقتني ثانية
وقلت لي ما تريد
لقلت اخلقني بلا ذاكرة
لكي اعيش كل يوم من جديد
**************
بحديقة بيتك كانت شجرة
أعرفها
تتدلى الاغصان الى الشارع
ومررت اليوم بشارعكم
لم ألق الشجرة
كدت أتيه وأرجع لولا أن صديقي أخبرني
أعرف أني فارقتك من عامين وعشرة
أعرف أن لا شيء سيجمعنا
واستسلمت وأذعن قلبي
هذا مكتوبك لي ورضيت
بنفس صابرة منكسرة
لكن يحدث أحيانا
أن اشتاق لرؤية بيت كان يضمك يوما
فأمر وعنواني الشجرة
ان كانوا قد قطعوها
فعسى ان تنبت اخرى
او كانت هي قد ماتت
فلأن البيت خلا منك وأوحشها الليل
سيدتي ما أشبهني بالشجرة
**************
ستسألينني اذا نحن التقينا مرة
ألم تجد من بديل
انت من اختار العناء
أبيت الا ان تظل مخلصا
لذكريات امرأة
فارقتها بلا وداع بعد أن أحببتها بلا لقاء
سيدتي
كثيرة هي النساء
لكنني أعشق في لحظة
يشاؤها الله ولا بديل عما يشاء
سيدتي الحب قضاء
فلا اختيار في الهوى ولا انتقاء
ان كنت قد مللت من قصائدي
إن كنت قد سئمت من مشاعري
فليس ذنبي
إنه ذنب السماء
**********************
(ضوء وحجاب )
أي ذل هو ذلي
وأنا أقضي نهاري خاليا منك
وليلي خاليا من فرحي بالصبح اذ يجمعنا
كنت في الليل أعد الشعر والشوق
وهداياي القصائد
آل ليلي الان شيئا يشبه النعش ولكن بوسادة
لم أكن أحرص أن أكتم حبي
كل شيء كان يدري
من عيوني وهي لا تغمض عن وجهك طرفة
كانت الجدران تدري
كانت الباب وشباكك والاشجار تدري
ونهاني صاحبي عن ترك عينيّ بأمري تفضحاني
لم أدر عن وجهك السحري عيني
لم يفد زجر صديقي لي
ولم أخبره ما يجعلني اسهو
فذهولي كان كالنبض بلا سيطرة
وأنا في الحب جبري
هكذا كنت أدس العين في وجهك حتى
لا يزول الرسم عن ذاكرتي
كنت اخشى ان أيام فراق
سوف تمحو وجهك المرسوم في ذاكرتي
هكذا كان
فما أملك منك الان في ذاكرتي
غير ضوء وحجاب
*******************************
كبرت يا صديقتي
ولا تقولي كم سنة
كبرت عنك لوعتين وانتظارين
وخمسين اشتياقا لبقايا الامكنة
وشخت خمس آهات طوالا
وثلاثين سؤالا عنك بين الناس
كبرت بالعقل ولكني صغرت بالقلب
فيا لها من حسرة
كم غيرتني الازمنة
أتعرفين
لا يكبر الانسان بالسنين
بل بانتظار دون وعد
وبليل دون خل
وبما يحمل من ذاكرة