العديد من السكان في هونغ كونغ- والبالغ عدد سكانها 7,4 مليون نسمة بشكل أكثر تحديدا- كلهم يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها 106 كيلومتر مربع. وإلى جانب هذه الكثافة السكانية، ارتفعت الأسعار بسرعة هائلة، ما جعل الكثيرين منهم غير قادرين على تحمل الارتفاع المذهل في أسعار العقارات.
ولهذا السبب، يرغب مهندس معماري محلي في تحويل أنابيب مياه خرسانية عملاقة إلى شقق صغيرة، من خلال رصها فوق بعضها البعض في مساحات الأراضي الخالية. ويبدو ذلك كأنه موقع بناء من بعيد ، لكنه قد يكون حلا مبتكرا لمشكلة السكن في هونغ كونغ.
وقد بيع أحد المنازل مؤخرا، وهو أصغر من مكان لوقوف سيارة إذ تبلغ مساحته 121 قدم مربع،
بمبلغ 242,805 مليون دولار أميركي، وهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة للناس لإيجاد مكان يدعونه منزلا.
يصف المعماري جيمس لو، ومقره هونغ كونغ، كيف أصبحت هونغ كونغ سيئة السمعة في أماكن الإقامة الصغيرة
في مباني الشقق السكنية المقسمة إلى أجزاء، والمباني التجارية أيضا، التي تقسم إلى مساحات داخلية صغيرة.
ويقول لو إن هذه المنازل لا يدخلها ضوء الشمس، ولا تحظى بتهوية جيدة،
وهي مقصورات صغيرة للغاية أُسست على نحو 50 قدما مربعا.
وتابع: "إنها طريقة لملاك الأرض لتقسيم المساحات إلى وحدات صغيرة، لأنه ليس بإمكان الناس الحصول على شقة عادية".
ولا ينتهي الأمر هناك. فقد بدأ الناس في العثور على أماكن إقامة، هي بالأساس مجرد أقفاص.
ويقول لو: "سيكون للبيت، وهو قفص نموذجي، ثلاثة مستويات من الأسرّة ذات الطابقين.
ومن أجل توفير الأمان والخصوصية، هناك شبكة مموجة تحيط بمنطقتك
. وهي تشبه السجن إلى حد ما. إنه شكل من أشكال المعيشة الرهيبة قطعا.
ويتحتم على الناس أن يدفعوا مبالغ مالية كبيرة في الواقع للعيش بهذه الطريقة. إذ تكلف الشقة المقسمة بمساحة تتراوح بين 50 و100 قدم مربع ما بين 300 و600 جنيه استرليني (418 إلى 837 دولار أميركي). وفي الوقت ذاته، فإن وحدة القفص ليست أرخص بكثير، إذ تكلف حوالي 300 جنيه استرليني في الشهر، حسب قول جيمس لو.
على مدى ما يقارب عقدا من الزمن، جاهد العديد من سكان هونغ كونغ لمواكبة ارتفاع أسعار السكن، مما دفع الكثيرين منهم إلى العيش في أقفاص حديدية
ويقول لو: "إنها (أنابيب) تستخدم عادة تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار.
ونحن نشتري هذه الأنابيب بأسعار زهيدة للغاية من المقاولين،
لأن لديهم إنتاجا فائضا ومجانيا كل عام. وبدلا من هدرها، فإنهم يبيعونها لنا بأرخص الأسعار"
ويضيف: "ثم نحصل على المزيد من رأس المال، ويمكننا تجهيزها دون أثاث،
مع وجود حمام، ومطبخ صغير، وسرير يمكن تحويله إلى أريكة. وعلى الفور يكون لديك منزل".
ولهذا النوع من البيوت طراز عصري صناعي مصمم خصيصا ليعدله سكانه في المستقبل.
ويقر لو بأن هذا ليس حلا طويل الأمد لأزمة السكن في هونغ كونغ. لكن هذا لم يكن أبدا هدفه.
صورة من داخل أحد بيوت مشروع "أوبود"
ويضيف لو: "هونغ كونغ مدينة ذات كثافة عالية. ومع ذلك، فإن القول إنه ليس لدينا ما يكفي من الأرض ليس صحيحا تماما".
ويتابع: "نحن ليس لدينا مساحات كبيرة من الأراضي لبناء عقارات سكنية ضخمة . نحن بحاجة أيضا إلى استعادة جزء من الأراضي من البحر.
لكن إذا نظرت إلى مدينتنا كما هي اليوم، فإنك في الواقع ترى الكثير من الأراضي المتبقية.
تحت الجسور، وفوق المباني، وبين المباني التي كثيرا ما تترك فارغة لسنوات وسنوات".
ويريد
لو من المخططين الحضريين التفكير بشكل أعمق في كيفية تطوير المدينة، وكيف يمكن استخدام مشاريع إسكان مثل "الأوبود" في تزيين الشقوق والمساحات المتبقية في شوارع المدينة.
ومع ارتفاع كلفة المعيشة في هونغ كونغ، وهو ما لا يقابله ارتفاع مماثل في الأجور،
يجب بذل المزيد من الجهد لتوفير الحلول. وحتى ذلك الحين، سيظل هناك من يجب أن يصعد إلى قفص في الليل، ليبيت فيه.