دشنت تونس، الأربعاء 21 مارس، مشروع مدينة الثقافة الذي اعتبر حلما للمثقفين والمبدعين في البلاد، وسط حضور عدد هام من الأسماء الفنية والسياسية الداعمة للإبداع والفن.
وافتتح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، هذا المشروع الضخم وسط العاصمة، والذي انطلق قبل عقد من الآن، إلا أنه تم توقيف بنائه لسنوات، ثم استؤنفت مجددا عام 2016، ليرى المشروع النور في هذا العام.
وانطلق حفل الافتتاح بعرض فني أوبرالي قدمته أوركسترا أصوات تونس، وحضره عدد كبير من الإعلاميين والفنانين في جميع المجالات، كان من بينهم الفنان مارسيل خليفة والفنان صابر الرباعي، فضلا عن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وعدد من الوزراء ورؤساء أحزاب ومنظمات وطنية وسفراء دول أجنبية.
وتقع مدينة الثقافة التونسية وسط شارع محمد الخامس، أحد أكبر شوارع تونس العاصمة، على مساحة تقدر بنحو 9 هكتارات، وتحتضن ثلاثة مسارح وثلاث قاعات للعرض ومتحفا للفنون المعاصرة والحديثة ومركزا وطنيا للكتب ومركزا للاستثمار الثقافي.
وتضم المدينة كذلك مسرحا للأوبرا يتسع لـ 1800 شخص، وآخر مخصصا لبقية المدن التونسية عدا العاصمة، يتسع لـ 700 مقعد، بالإضافة إلى مسرح للمبدعين الشبان يتسع لـ 300 مقعد، إضافة إلى ست قاعات أخرى للتمارين، للرقص والمسرح والموسيقى، إلى جانب استوديو خاص بالجوانب اللوجستية والإنتاج والتخزين.
كما يضم مجمع السينما قاعتين تتسع الأولى لـ 350 مقعدا والثانية لـ150 مقعدا، إضافة إلى مكتبة سينمائية والمركز الوطني للسينما والصورة.
وتحوي المدينة قاعات اجتماعات واستقبال ومساحات تجارية ومقاهي عدة، إضافة إلى برج يرتفع بطول 65 مترا لاحتضان الندوات الفكرية واللقاءات الأدبية وبرامج تلفزيونية وإذاعية.
وبدأت فكرة إنجاز مدينة جامعة للثقافة في تونس عام 1992، وشرعت فعليا شركة تشيكية في عمليات البناء عام 2006 لكنها توقفت في 2008.
وكان يفترض أن تستأنف هذه العمليات في 2009 لكنها تعطلت بسبب خلاف بين الشركة والحكومة التونسية، قبل أن يزداد الوضع تأزما مع اندلاع انتفاضة 2011، ثم تم فسخ العقد مع الشركة التشيكية ومنحت مهمة استكمال الإنشاءات لشركة تونسية في 2016.