قال علماء إن الطقس الشتوي الذي أدى إلى وصول موجة البرد المسماة "الوحش القادم من الشرق" إلى بريطانيا، يمكن ربطه بالدورة الشمسية.
وتكثر الحالات الجليدية والثلوج الشديدة في أوروبا وآسيا، عندما تكون الشمس في مرحلة "أضعف". وأظهرت الأبحاث السابقة أن المرحلة الحالية قد تصبح شديدة لدرجة أنها قد تؤدي إلى عصر جليدي مصغر بحلول عام 2050.
وقد أدت العصور الجليدية المصغرة السابقة، التي تحدث عندما تصبح الشمس "باردة بشكل غير معتاد"، مع وجود العديد من الدورات الشمسية وقلة النشاط لعقود من الزمن، أدت إلى تجمد نهر التايمز في العاصمة البريطانية لندن.
وتعد الشمس حاليا في مرحلة أضعف من دورتها التي تدوم 11 عاما، ما يشير إلى أن موجة الطقس البارد يمكن أن تكون نتيجة مباشرة لـ "نبضات قلب" الشمس المغناطيسية، وقد يكون هناك ما هو أسوأ في المستقبل.
وحلل العلماء في جامعة إكستر، كيفية تغير مستويات الجليد البحري في القطب الشمالي، ودرجات حرارة البحار والهواء العالمية تماشيا مع الدروات الشمسية، التي يرجع تاريخها إلى عام 1979. وخلال مراحل الشمس "الأضعف"، غالبا ما تكون هناك موجات دافئة عبر القطب الشمالي في فصل الشتاء، وكذلك تساقط الثلوج بغزارة في أنحاء القطاع الأوراسي.
وتعد الشمس كرة ضخمة من غاز ساخن مشحون بالكهرباء، يتحرك مولدا حقلا مغناطيسيا قويا، يمر عبر دورة تسمى الدورة الشمسية.
ويمر النجم خلال هذه الدورة التي تمتد 11 عاما، بفترات نشطة وهادئة تعرف باسم الحد الأقصى والحد الأدنى للطاقة الشمسية. وتؤثر الدورة على نشاط سطح النجم، مثل ظهور البقع الشمسية التي تسببها الحقول المغناطيسية.
وتوجد طريقة واحدة لتعقب دورة الطاقة الشمسية، وذلك من خلال حساب عدد البقع الشمسية (SSN)، الذي ينخفض خلال المراحل الشمسية الأضعف، في حين يزداد أثناء المراحل الأقوى.
ولاحظت الدراسة الجديدة أنه خلال الفترات التي يقل فيها معدل SSN عن المعدل المتوسط، يمتد الاحترار الجوي في القطب الشمالي من طبقة التربوسفير السفلى إلى الأعلى في طبقة الستراتوسفير العليا للكوكب.
وتبين الدراسة أنه يمكن ربط الدورة الشمسية بالدوامة القطبية وظاهرة التذبذبات القطبية، التي تؤثر على المناخ في فصل الشتاء بالقطب الشمالي والأوراسي. بالإضافة إلى التأثير على الأحوال الجوية في أوروبا، بما في ذلك بريطانيا والدول الاسكندنافية وآسيا.