أهوار العراق كما لم ترَها منذ عام 1978 في ستوكهولم
أهوار العراق ليست فقط موقع للتراث العالمي أو طبيعة خلابة تبهر ناظريها، إنها حلم للكثريين من بينهم الشاب بيتر الذي حمل حقيبة الظهر وآلة التصوير وقضى ثلاثة أيام كاملة في أهوار جنوب العراق في ربيع 1978.
اليوم وبعد مرور كلّ هذه السنين، تُعرض مجموعة مُختارة من صور مونسون الفوتوغرافية في متحف البحر المتوسط فيستوكهولم وسيحمل عنوان "عالم على الماء – ذكريات من رحلة الى أهوار العراق في متحف البحر المتوسط" وذلك بتاريخ 24 آذار/مارس 2018 .
هذه رسالة مليئة بالأحاسيس كتبها بيتر خلال رحلته:
تمنيت هذا المساء من أعماق قلبي أن تكوني معي حقاً
لتشاهدي ما أرى. وصلت الى الجبايش ويالها من جميلة أخّاذة! أكواخ من القصب ولا شيء غيره، وجاموس الماء والمشاحيف.
ولكن مع ذلك فالتغيّير يسير في هيئة بعض البيوت المبنية من الآجر والمزّودة بالكهرباء.
المشهد الطبيعي أرض مستوية يغمرها الماء
في كلّ مكان حيث الأكواخ (الصرائف)
تنتشر على شكل جُزر صغيرة في الماء (جبايش).
أغاني الطيور تخترق الصمت.
وربما أيضاً أصوات حيوانات أخرى.
وأظنّ أنها قد تكون مثلاً الضفادع والعلاجيم.
ولكنّ من الصعب على شخص متخصص بالاقتصاد، مثلي، تفريق الأصوات عن بعضها البعض.
الجديربالذكر، أن منطقة الأهوار الواسعة في جنوب العراق أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) كموقع للتراث العالمي. في فترة ما بين ثمانينات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، كانت هذه الطبيعة المتفرّدة على وشك الاندثار. في الصالات الداخلية لمتحف البحر المتوسط سيتم تُعرَضُ مجموعة من الصور الجميلة التي التقطها بيتر مونسون لمعايشة مناطق الأهوار كما كانت ذات يوم.
واللافت أن بيتر مونسون وإيفا ميردال، الباحثة الأقدم في متاحف ثقافات العالم، موجودان لتقديم شرح ومعلومات عن المعرض. تعكس الصور فترة محددّة في الماضي، لكن المعرض يُظهر أيضاً موقع التراث العالمي الجديد ضمن منظور زمنيّ بعيد الأمد.
وعن رحلة من الأمل الى القلق والهروب، واعتماد المنطقة بشكل كامل على توّفر موارد المياه.
وستتحدث عالمة الآثار والباحثة إيفا ميردال عن الثقة الجديدة بالمستقبل في منطقة الأهوار ولكن أيضاً عن التجفيف والتهديد.
يُقام المعرض في متحف البحر المتوسط في ستوكهولم بتاريخ 24 آذار/مارس 2018 – 13 كانون الثاني/يناير 2019.