بقلم سيد ايوب الموسوي.
ها نحن قد بدأنا في شهر من أشهر الله الحرام .. شهر رجب، وهو من شهور النفحات والبركات وكثرة المنح والثواب، لما فيه من فضل أرشدنا إليه الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحثا على اغتنام الطاعات فيه.
وقد كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله يستقبل هذا الشهر الكريم بالدعاء بالبركة، فورد في الحديث الشريف في حديث أنس -وإن كان في إسناده مقال- أنَّ سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل رجب قال: ;اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
ويعد شهر رجب وكذلك شعبان تهيئة لاستقبال شهر رمضان الكريم، لذا كان الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا على الإكثار من الصيام في رجب، ويدل على ذلك عدد من الأحاديث الشريفة المتواترة والتي تتفاوت درجاتها.
ومن بين هذه الأحاديث الشريفة ما رواه عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب - ونحن يومئذ في رجب - فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم"، وقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم - بعد كلام طويل -: "صم من الحُرُم واترك" ثلاث مرات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمها وأرسلها.
وفي الحديث الشريف إشارة إلى جواز الصيام والتطوع في شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم لما له من ثوابه عظيم، سواء كان هذا الصيام في غرة الشهر أو في أوسطه أو أخره.
فاستقبال رجب بالدعاء إلى الله والتوبة والاستغفار، وكذلك الإكثار من الصيام فيه من الأمور التي حثنها عليها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فاحرصوا على أن تغتنموا أيام هذا الشهر الكريم وما فيه من نفحات.