السلام عليكم طبعاً القصة بقلمي من مشاهداتي شخصياً لبعض الأصدقاء وبعض أساليب التربية العرجاء فيها اخطاء سردية كثيرة لأنها من محاولاتي الأولى في الكتابة قبل سنوات.
ضَربَني أبي ذاتَ يوم عندما كنتُ صغيراً لأنني رفضتُ طلبَ أبي بالبقاء في البيت وخرجتُ لألعب كرة القدم في الشارع , فاعترضتْ أمي فقال لها :
- اصمتي إنَّ هذا لمصلحتهِ فسوف ينشأُ ولداً صالحاً مُطيعاً ولا يعصي أوامرنا ابداً .
وبعد فترة من الزمن ضَربني مرة أخرى لأنني لم أكن موجوداً لأقدم الشاي عندما جاء ضيوفه بل ذهبتُ مع أصدقائي لألعب كرة القدم , فجنَّ جنونهُ وحـملني وأسقَطني أرضاً فكرهتُ كرة القدم وكرهتُ أصدقائي وبقيتُ جالساً في البيت ,فاعترضَت أمي وجـميع من في البيت فقال :
- لقد كبرَ هذا الولد ولا زالَ عقلهُ صغيراً يلعب مع الأطفال الصغار يـجب أن يكون الآن مع الرجال الكبار ويتَصرف كما يتصرفون ,فعندما أضربهُ فهذا لأجلِ مصلحتهِ .
بقيتُ جالساً في البيت كرهتُ كل شيء حولي وعندما كنتُ أخرج ,فإنني أتفننُ في الكذب عندما أعود إلى البيت خوفاً من الضربات المتلاحقة أصبحتُ معوّقاً مختلفاً عن باقي الأطفال .
وبعد فترة ضربني أبي مرة أخرى وهذهِ المرة أمام ضيوفه لأنني تأخرتُ قليلاً في الشاي وعلى إثرها خرجَ الضيوف وشعرَ أبي بالخجل والعار لأنَّ الضيوف لم يشربوا الشاي فكرهتُ الضيوف والناس وكرهتُ رؤيتهم مرة ثانية فاعترضتْ أمي فقال مخاطبها :
- اصمتي ايتَّها اللعينة أنتِ من أفسدتِ هذا الولد اللعين إنه لم يتعلم الأخلاق بعد وكل هذا الضرب لأجله.
وبعد فترة ضربَني أبي مرة أخرى لأنني لم التزم بواجباتي المدرسية, فكرهتُ المدرسة والتَعلم وكرهتُ رؤيتها وبعد فترة قررتُ ترك المدرسة ,فضربني ضرباً مبرحاً فاعترضَ عمي الذي كان يزورنا هذهِ المرّة ,فقالَ بعد أن كانتْ العصا ترقصُ في يده ِ وكأنـها تتوعدني وتُرحب بي :
- ارجوكم لا أحد يتدخل بما أفعل أنا أعرف كيفَ أُربي إبني تربية صالحة لقد فسدَ هذا الولد من كثرة دلال أمهِ , فأدخلني غرفتهِ الخاصة وباشرَ معي هوايتهُ وهو يصرخ بأعلى صوتهِ كالمجنون : يا غبي يا خبيثيا كسول يا عار تُريد ترك المدرسة والتسكع في الشوارع ليلاً ونهاراً تُريد أن تكون من الساقطين الفاسدين عليك اللعنة أيُّها الولد .. يـجب أن تكون ولداً صالحاً خلوقاً .
وبعد فترة ضَربني أبي لأنني لم أصلِ لله رب العالمين ,فاعترضتْ أمي فقال :
- عليكِ اللعنة حتى في هذا الأمر تعترضين لقد أفسدتِ تربيته ايَّتُها الكافرة اللعينة ..
فكرهتُ الصلاة والعبادة وبعد فترة ضَربني أبي لأنني ضربتُ أخوتي الصغار بعد أن كبرت, لأنـهم خرجوا إلى الشارع يلعبون فقد كنتُ أنا كبيرهُم وقائدهم .
كانَ اصدقائي في الشارع يُهددونني عندما كنتُ ألعب معهم بأنـهم سوف يشكوني لأبي فكنتُ أتراجع عمَّا فعلتهُ لأنهُ كان يضربني أمامهم ,فكنتُ مُقيداً بسلاسلٍ كنتُ أراها أمامي في جميع الأوقات ..
أًصبحتُ أحقدُ على كل شيء على أبي الذي اشبعني ضرباً وعلى اصدقائي الذين كانوا يُهددونني بالعقاب وعلى الضيوف عندما يأتون إلينا ,أصبحتُ أجلسُ وحيداً ناقماً ساخطاً على الجميع ولا أحبُ لقاء أحد .
كنتُ ابتعدُ عن أبي لأنهُ متوحش وخطر , فقد كان مُخيفاً مرعباً .. عندما كَبرتْ اصبحتُ لا اثقُ بأبي ولا اسمعُ كلامه بل إنني كنت أكذب عليه باستمرار ولا أحبُ سماع رأيه بل كنتُ أعارضهُ ما استطعتُ سبيلا ..
تركتُ دراستي اللعينة وتركتُ صلاتي وأصبَحتُ متسولاً وسافلاً ومبذراً بلا ضمير وبلا أخلاق حتى أنني عندما أفعل شيئاً سيئاً لا يهمني ما فعلت ..
وعندما تزوجتْ ضربتُ إبني ,فاعترضتْ زوجتي فقلتُ لها :
- لا تتدخلي إنني أريدُ أن أربي إبني تربية صالحة .