يحزنني
الرجل في السترة الحمراء
الذي ما انفك يتوق إلى سترة زرقاء
طوال الأعوام العشرين الأخيرة
لكنه كان كل مرة يشتري سترة حمراء بدلا منها.
يحزنني
الشتاء
الذي لن يعيش يوما ليرى الصيف.
يحزنني
الأطفال
الذين بدأت تلوح فيهم
بوادر سن الرشد.
تحزنني
عبارة "بلا جدوى"
لأنها سوف تظل بلا جدوى.
يحزنني
السؤال
الذي يدّعي الجميع - وأعني الجميع -
معرفة جوابه.
يحزنني
ذاك الباحث عن السعادة
الذي وجدها على غفلة منه
منذ وقت طويل،
ولم يكتشف بعد أنها شرعت في النفاد.
يحزنني
الصدى
الذي يحلم ولو لمرّة
أن تكون له الكلمة الأولى.
يحزنني
المستقبل
الذي مع كل لحظة تمرّ
ينكمش،
فيكبر الماضي.
تحزنني
برلين.
تحزنني
مرآة المغسلة
التي يفضحها رعبها
عندما أنظر إليها صباحا.
تحزنني
حبة البازيللا
التي تتقلب الأميرة عليها وتتململ.
يحزنني
الكتّاب الأموات
لأنهم مضطرون دائما
إلى الحلول مكان الأحياء.
تحزنني
الخطوط المتوازية
التي لا مفرّ من أن تصطدم
في اللانهاية.
تحزنني
هذه القصيدة.
لشاعر اماني ماعرف اسمه
شُـنِوٌ نِوٌعٌيِّهّـ أّلَقُصّـيِّدٍهّـ