- وصف لتكوين جسم الإنسان
كان خوان بالبيردي أحد علماء التشريح الطبي الأسبان. وُلِد بالبيردي في أموسكو، وهي مقاطعة بالنثيا حاليًا، عام 1525 تقريبًا، وارتحل إلى إيطاليا عام 1542 تقريبًا، ثم مارس بعد ذلك مهنة الطب وقام بالتدريس في روما. وكان من أعظم الأسبان المنافحين عن علم التشريح الجديد الذي أنشأه أندرياس فيزاليوس عام 1543 بعملهدي هوماني كوربوريس فابريكا (حول بناء جسم الإنسان). قدَّم فيزاليوس رؤية جديدة لجسم الإنسان في العصر الحديث. ساعد بالبيردي في نشر هذه الرؤية من خلال الست عشرة طبعة لكتابهإيستوريا دي لا كومبوسيثيون ديل كويربو أومانو (وصف لتكوين جسم الإنسان) والمطبوعة بأربع لغات (القشتالية واللاتينية والإيطالية واليونانية). يحتوي النص على وافر من التوضيحات باستخدام 42 نقشًا نحاسيًا تتبع نهج كتب التشريح إبان تلك الفترة، وهو اتباع فلسفة تعلُّم تعتمد على التدريس العملي والتجسيد. يمثل العديد من هذه النقوش نُسَخًا طبق الإصل من الرسوم الإيضاحية التي أبدعها فيزاليوس؛ بينما يمثل بعضها نُسَخًا أصلية تعكس ما تم التوصل إليه من تقدم علمي مهم وتُنسَب إلى غاسبار بيسيرا الذي تأثر بشكل واضح بمايكل أنجلو. يُعد نيكولاس بياتريزيت (حوالي 1507-حوالي 1570)أحد النحاتين الذين يُعتَقد أنهم قد أسهموا في المجلد، وتظهر الأحرف الأولى ن. ب. على عدة لوحات. تمثل إنجازات بالبيردي العظيمة تصويبات أحدثها على الأعمال الكلاسيكية، بل على أعمال فيزاليوس نفسه، واكتشافاته المتعلقة بالعضلات والأعضاء ولا سيما العيون. ويحتل العمل مكانة علمية ولغوية مهمة. يُمَثِّل هذا الكتاب خطوة مهمة نحو استخدام اللغة القشتالية باعتبارها لغة علمية، حيث أنه عمل على توسيع المعجم التشريحي للغة القشتالية الذي أطلقه برناردينو مونتانيا من خلال كتابه ليبرو دي لا أناتوميا ديلومبري (كتاب حول تشريح الإنسان) لعام 1551. يُعَد بالبيردي أهم علماء التشريح الأسبان في عصر النهضة.