حبيبة ذاكرتي
في غربتي الليلية
يظهر لي وجهك من عينيّ
وأقارن بين محاولتي نسيانكِ ومحاولة استرجاع ملامح وجهك
باءت بالفشل محاولتي بالنسيان
فليتأكد قلبكِ سيدتي
أنك ما زلت بقلبي
ما زلت أحبك
وأحب تميزك الواضح بطريقة مشيك بين الماشين
لا أتغزل حاليا
بعد السنوات العشر وعامين تكسر غزلي بفؤوس الصدمات
لكني اخبرك بأني اذهل بطريقة مشيك سيدتي
امشي أمام مخيلتي
امشي في ذاكرتي
سأظل أراقب كالعادة
طريقة مشيك ساحرة
تجعلني اتفاخر بين الاصحاب
كل صديق منهم يتغزل بجمال حبيبته في عينيها
في كفيها
في ضحكتها
الا عاشقك المتميز عنهم بتغزله بجمالك هذا
تقع الخطوة بعد الخطوة بحساب
ودقات القلب بحساب
كنت ضبطت على وقع الخطوات القلب
مذ فارقتك سيدتي والنبض بفوضى
عودتك إلى ايامي امر جدُ ضروري
لا لحسابات العاطفة فحسب
لكن القلب يعيش بأزمة أخطاء بالنبض
سنتان وعشرة أعوام وأنا اتمنى
أن تجتمع اللحظة باللحظة
لحظة تفكيري فيك
بلحظة تفكيرك فيّ
آه لو يجتمع التفكيران
آه لو أعرف ان التفكيرين اجتمعا
لانتظم النبض وزال دخان الحزن وظلمته عن عينيّ
لكن يا سيدتي
سيدة جمال المشي على الارض
ما يدريني
في أي اللحظات استذكرني قلبك واسترجع صورة وجهي
في أي الاوقات امر على ذاكرة امرأة
تبعد عني سنتين وعشرة اعوام في الماضي
ما عدت أميز من شدة وجدي
هل انت حبيبة قلبي
ام انت حبيبة ذاكرتي
****
خنتك سيدتي
أعترف الان أمام ملامح وجهك في ذاكرتي
أجثو وندامة أطفال الدنيا تقطر من روحي
خنت جمالك وذهولي السابق فيه
عشت سنين طوالا في نسيانك عمدا
بمئات الايام الخالية من التفكير بك
ما كنت أظن بأني سأعيش وأفعلها
هو ذنبي الاكبر وانا معترف
كيف اسطعت اعيش بلا تفكير فيك نهارا ومساء
اليوم الواحد من دون حضورك في وجداني ذنب
اليوم الواحد من دون تخيل وجهك ذنب
فكيف إذن بمئات الايام
كيف بسنتين وعشرة أعوام
لا يغفر ذنبي هذا الا استذكار جميع جمالاتك سيدي
جمال الصوت الطفلي
وجمال تجاهلك اياي أمام عيون الناس
وجمال عنادي في أخذك منهم خمس دقائق
لحوار ومراوغة بين محب مشغوف
وامرأة تتعذر بمراقبة فضوليين لنا
هل تدرين ؟
كبر الشوق بروحي هذي الليلة
وتمنيت لو ان طريق الصدفة يجمعنا في صبح غد
لن أقرأ لك شعري هذا
لن أعترف بذنبي في نسيانك طيلة هذي الاعوام
لكني سأقص عليكِ حكاية كأس من ماء
فمنذ اثني عشر جحيما من سنوات فراقك
شربتِ بكأس الغرفة ماء
نوديتِ وغادرت الغرفة
فقمت إلى تلك الفضلة من كأسك وشربة بقيته
سيدتي
أما الان
وبعد جميع كؤوس العلقم والحزن اللاتي صبت في قلبي
أحتاج الى كأسكِ ثانيةً
****
سنتان وعشرة اعوام مرت
لا وجهك غادر ذاكرتي ونسيتُ ولا حل بقلبي حب ثاني
عاما يعقب عاما
كثرت طرقي ومتاهات العمر
في آخر كل طريق تتراءى عيناك امامي
في آخر كل كلام اسمعه من انثى
اتحسس نبرة صوتك
كأنك أنت جميع نساء الارض
كأنك انت الواقفة وراء جميع ثياب نساء الارض
كأنك في كل امرأة
قبل قليل
وأنا اتفكر فيك
خطرت في نفسي خاطرة
ملأت قلبي ذعرا
ماذا لو كنا في هذي السنوات العشر تلاقينا بالصدفة
فتنكرتِ وزغتِ بعيدا
أو أني لم أعرفك لكبر العمر وطول سنين تفرقنا
ملعون كل طريق امشي فيه اذا لم تمشي فيه
مغبون عمري إن كنا نتلاقى في الطرقات ولا نعرفنا
ولكي نتخلص من هذا المأزق
فليحمل كل منا ورقا محروقا اصفر
يشبه ورقا محروق الاطراف كتبت عليه قصيدة حب عنك
في تلك الايام
أحرقت الاطراف كزخرفة
أما الان فروحي والاطراف سواء
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الاحداث التي روتها القصيدة حقيقية، شربت مرة ماء من كأس شربت هي منه، ولم أخبرها حتى اليوم، وأهديتها مرة قصيدة مكتوبة على ورق اصفر محروق الاطراف
حسين ـــ الكرادة ـــــ 3-18-2018