بسم الله الرحمن الرحيم
هو السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام وهو صاحب المرقد الطاهر المعروف والملقب عند العامة والخاصة بسبع الدجيل وسمي بهذا اللقب وذلك لعدم تعرض قطاع الطرق في الأزمنة القديمة إلى زواره وذلك لخشيتهم منه، وذلك لكرامته عند الله أو معاجز ظهرت لهم. ولماذا لا تحدث هذه الكرامات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى له، فهو سليل الدوحة الطاهرة وصاحب (البراهين الساطعة والكرامات الباهرة والمعجزات المشهودة) كما ورد في زياته عليه السلام. فهو صاحب المنزلة الرفيعة والجاه العظيم عند الله سبحانه وتعالى والذي توقع الشيعة في زمانه إنه سيلي والده في الإمامة، لولا إن الإمام الهادي عليه السلام يرشدهم إلى ولده الحسن العسكري عليه السلام من بعده، وما كان ظن الشيعة به إلاّ لعلو شأنه وتقواه.
لما بلغ الرابعة والثلاثين من عمره الشريف مرض مرضاً شديداً مفاجئاً لم يمهله طويلاً حتى فارق الحياة في مكان قبره الشريف المبارك ودفن فيه في (الآخر من جمادى الثانية سنة 252 هـ) وقيل مات مسموماً شهيداً، ولا نستبعد ذلك لأنه كان أكبر أولاد الإمام الهادي عليه السلام وله مؤهلات عالية ظن الأعداء إنه سيكون الإمام من بعد أبيه عليه السلام، فسعوا إلى قطع هذا الطريق أمامه، ولا شك في أن السلطة العباسية في زمن الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام كانت تراقبهما بحذر شديد ولهذا استدعت الإمام الهادي عليه السلام من المدينة المنورة إلى سامراء ليكون تحت نظارته، وإن منهج التصفية الجسدية كان متبعاً من قبل بني العباس وقد مورس مع آباء السيد محمد وأجداده بكل وضوح.
ألا بورك ضريحك يا أبا جعفر، ونحن نهتدي وننهل من منابع بركاتك وكراماتك التي منّ الله عليك غادية ورائحة فما أعظم عادتك على شيعتك خاصة وعلى المسلمين عامة حياً وميتاً.
ونحن اليوم نجلس في عزائك يا أبا جعفر تأسياً بأبيك الهادي وأخيك العسكري عليه السلام لأننا نسير على خطى ومنهاج آبائك وأجدادك الطاهرين، وكما قال جدك الإمام الصادق عليه السلام: «شيعتنا منا، خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بماء ولايتنا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا».
----------------------------------------------
مقتطفات من كتاب (السيد محمد بن الإمام الهادي عليه السلام)
للأستاذ الحاج عبد الهادي الشهرستاني