تتصادم المعايير في مفاهيمنا ...وتضطرب المعاني في مدلولاتها على مضامينها ...وتختلط الأفكار في المحاكمات
لن يصلح الحال في الحروف المبعثرة والمعاني المتضاربة... فالنقاط على حروفها حساسة ...وتغيير مكانها جريمة ... وتحريف الحقائق يقتل المصداقية حين نعيش وهما ونظنه الحق المطلق...ان خير من استأجرت القوي الأمين...القوي في اختصاصه وإدارته وضبطه ...الأمين في بحثه عن المصلحة العامة في طرقها المشروعة ... جريمة وضع الرجل في غير اختصاصه يقتل مصداقية العمل ويشكك بصلاحية من تولى هذا العمل ... ويهدر الطاقات ويبدد النجاح... علماء الدين فيهم صفة الأمانة ....ولكن التخصص في الميادين العامة ضعيف ...ووضعهم على رؤوس المؤسسات بدون تخصص يسقط مكانتهم ويدفع نحو الفشل ... عندها سنجد المنافقين يعلقون الفشل العام عليهم ....ووضع المختص بدون أمانة خيانة الأمة.... مازلنا نستحضر الماضي بشكله فقط ونسينا المضامين ...نريد من الناس أن تكون صحابة بالمظهر ونقتل فيهم تربية الصحابة .... أو نريدها علمانية بلا دين ....ليعود التخبط شعار لنا يقضي على ما تبقى لدى الناس من قدسية للدين ...التوازن في الاختيار يخرجها إلى النور ....توسع الحضارة والمدنية يعني أن نحافظ على جوهر الإسلام بقالب يناسب الواقع...فخاطبوا الناس بما يعرفون ويألفون بما لا يخالف الشرع حتى لا يكذب الله ورسوله ...فالله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .. والحكمة ضالة المؤمن... فلابد من التجديد مع الحفاظ على أصول الدين ... لابد من عقول ناضجة وقلوب قد رسخ الإيمان فيها ... وضمائر حية ..وهمم كالجبال ثابتة... لعلنا نعود للحضارة التي اشتاقت لها أرواحنا ....
أبوبكر الدالاتي