«الكونكورد» و«مناطيد الهيدروجين» و«الدي دي تي».. ابتكارات انتهت بكارثة
يتطور العالم يومًا بعد يوم بفضل الاكتشافات والاختراعات التي يقدمها العلماء والمطورون، والتي تسهل بدورها طرق تعاملنا مع الأنماط المختلفة للحياة، فسيتذكر الجميع أسماء مثل ميوتشي واختراعه للهاتف وتوماس إديسون واختراعه المصباح الكهربائي المتوهج وغيرهم من العلماء البارزين.
وكما توصل العلماء إلى اختراعات عظيمة أثرت حياتنا بشكل ملحوظ، كانت هناك مجموعة أخرى من الاختراعات رأت النور ولكنها انتهت بشكل كارثي نستعرضها في السطور التالية كالآتي:
1- مناطيد الهيدروجين
قرر المطورون استخدام الهيدروجين في المناطيد منذ عام 1908، باعتباره أخف العناصر المتواجدة على الأرض وكبديل أرخص بكثير من الهيليوم، ولكن بسبب قابليته الشديدة الاشتعال لم تطبق تلك الفكرة لمدة طويلة.
وعلى الرغم من كون كارثة هيندينبيرج هي أكثر حوادث مناطيد الهيدروجين شهرة، إلا أنها ليست الأولى من نوعها حيث سبق وقوع كارثة أخرى في عام 1937 دفعت المصنعين للتوقف بشكل نهائي عن استخدام مناطيد الهواء.
2- البنزين الرصاصي
اعتقد المصنعون في وقت مبكر من عام 1921 أن استخدام البنزين المزود بالرصاص، من شأنه أن يعزز بشكل كبير من مدة كفاءة وأداء السيارة، ولكن بعد مرور 3 سنوات، أفادت التقارير بأن بعض عمال شركة ستاندرد أويل الأمريكية المختصة في نقل وتكرير وتسويق النفط أصيبوا بتسمم بسبب التعامل المباشر مع الرصاص.
وانتظر العالم حتى عام 1975 كي تخرج وكالة حماية البيئة بتقرير يؤكد المخاطر الصحة الكبيرة التي يتعرض لها الإنسان جراء استنشاقه عوادم السيارات العاملة بالبنزين الرصاصي، وبحلول عام 1985 توقفت المصانع عن إنتاج ذلك النوع من السيارات.
3- دي دي تي
صنعت مادة دي دي تي للمرة الأولى في عام 1874، ولكنها لم تحصل على شهرتها الكبيرة كونها واحدة من أشد المبيدات فعالية حتى أواخر فترة الثلاثينيات في القرن الماضي، وخلال الحرب العالمية الثانية، اُستخدمت تلك المادة للحد من معدلات الإصابة بالملاريا والقمل والتيفوس والطاعون الدبلي.
وبالفعل انخفضت معدلات الإصابة بالملاريا من 400,000 إصابة في عام 1946 إلى ما يقرب من الصفر في عام 1950، ولكن شأنه شأن باقي الاختراعات، كانت هناك أثار سلبية للغاية لمادة دي دي تي، حيث تسبب في إصابة الحيوانات بالعقم والسرطان كما تأثر نمو النباتات بشدة نظرًا لوصول المادة إلى التربة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى حظر استخدامه بدءًا من عام 1972.
4- كونكورد
اعتبرت الكونكورد عند ظهورها الأول طائرة المستقبل نظرًا لقدرتها على عبور المحيط الأطلسي بين نيويورك ولندن في أقل من 3 ساعات، ولكن لسوء الحظ، كانت تشع كمية كبيرة للغاية من التلوث وكانت بمثابة آلة للضجيج حيث تشابه الضجيج الصادر منها بصوت القنابل الصوتية.
وفي عام 2000، تحطمت إحدى طائرات الكونكورد بشكل مأساوي بعد فشلها في الإقلاع في فرنسا، وبسبب ارتفاع تكاليف تصنيع الطائرة وتراجع الطلب عليها، قررت شركة إير فرانس إيقاف رحلات طائرات الكونكورد في 31 مايو من عام 2003.