الحسن ابن الهيثم، هو عالم مسلم، في عدة مجالات منها الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والإدراك البصري والفلسفة العلمية، واسمه بالكامل هو أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، وقد استطاع أن يترك عدد هائل من المؤلفات والاكتشافات العلمية .
ومن أهم انجازاته أن أثبت حقيقة علمية وهي أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وهو عكس المعتقد في ذلك الوقت، كما نسبت إليه مبادئ اختراع الكاميرا، وكان أول من شرح العين التشريح الكامل، وأوضح وظائف أعضائها .
كما أنه أول من درس التأثيرات، والعوامل النفسية لحاسة الإبصار، وأيضا أول من وضع معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، في كتابه المناظر، والمعروفة باسم ( مسألة ابن الهيثم ) ، وهو المؤسس الأول لعلم المناظر، ومن أوائل الفيزيائيين الذيم تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب وفسرها رياضيا من دون اللجوء إلى تجارب أخرى .
وقد توفي الحسن بن الهيثم في القاهرة عام 1040 عن عمر يناهز 755 عاما، بعد أن قدم انجازات عظيمة قد سطرها التاريخ بأحرف من ذهب .
أشهر أقوال الحسن بن الهيثم
سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هنا أفضل من أن أبحث عن المعرفة والحقيقة.
الحقائق غامضة، والغايات خفية، والشبهات كثيرة، والأفهام كدرة، والمقاييس مختلفة، والمقدمات ملتقطة من الحواس، والحواس التي هي العدد غير مأمونة الغلط. طريق النظر معفى الأثر، والباحث المجتهد غير معصوم من الزلل؛ فلذلك تكثر الحيرة عند المباحث اللطيفة، وتتشتت الآراء، وتفترق الظنون، وتختلف النتائج، ويتعذر اليقين.
رُبّ مَـيّتٍ قـَدْ صَارَ بِالعِـلمِ حَـيَّـا ومُـبَـقًى قـدْ مَـاتَ جَهـلًا وَغَـــيَّـا
فاقتَنُـوا العِلمَ كَيْ تَنَـالُوا خُلـودَا لاَ تَعدُوا الحَيَاةُ فِي الجَهْل شَيْئَـا
الحقيقة ذاتها تبحث عن الحقائق المغمورة في الشكوك، وليست بمنأى عن الخطأ.
إن الباحث عن الحقيقة ليس هو من يدرس كتابات القدماء على حالتها ويضع ثقته فيها، بل هو من يُعلّق إيمانه بهم، ويتساءل ما الذي جناه منهم؟. هو الذي يبحث عن الحجة، ولا يعتمد على أقوال إنسان طبيعته يملؤها كل أنواع النقص والقصور؛ وبالتالي فإن من الواجب على من يحقق في كتابات العلماء- إذا كان البحث عن الحقيقة هدفه- أن يستنكر جميع ما يقرؤه، ويستخدم عقله حتى النخاع لبحث تلك الأفكار من كل جانب، وعليه أن يتشكك في نتائج دراسته أيضًا؛ حتى يتجنب الوقوع في أي تحيز أو تساهل.
البحث عن الحقيقة في حد ذاتها أمر صعب، والطريق إلى ذلك وعر.
الحقائق يكتنفها الغموض.
الله لم يعصم العلماء من الخطأ، ولم يحمِ العلم من القصور والنقص. لو كان هذا هو الحال، لما اختلف العلماء على أي من مسائل العلم.
لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملًا يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان