"لونجييربيين".. مدينة "الموت الممنوع"
المصدر: جريدة البيان

إن سفالبارد النرويجية هي عبارة عن أرخبيل يتكوّن من حوالي 30 جزيرة، قريبة جداً من القطب الشمالي، وعاصمتها الإدارية، هي "لونجييربيين"، وهي أكبر عاصمة شمالية على هذا الكوكب.
تحظى المدينة بسمعة فريدة من نوعها من قبل رواد المغامرات في العالم نظراً لمناظرها الطبيعية الفريدة وكذا بعض المعتقدات فيها، فمنذ العام 1950، يُمنع الموت فيها، مقياس قد يبدو سخيفًا تمامًا، ولكن يمكن تفسيره بالدرجات البرودة القطبية التي تضرب المدينة.
إن البرد الدائم يمنع الجسم من التحلل، كما تقول International Business Times. ، ففي العام 2000 اكتشف العلماء، الذين قاموا بنبش جثث أشخاص ماتوا بفيروس أنفلونزا قوي في العام 1917 جزيئات من هذا الفيروس خلال تحليلاتهم، ما جعل أهل "لونجييربين" يعتقدون أنهم يعيشون في وجود فيروس قاتل يعود إلى القرن الماضي.
هذه المعطيات جعلت من مجالس البلدية المتعاقبة في المدينة تشرع بعض القوانين، منها منع الموت فيها، حيث ينقل من لوحظ أنه يعاني من مرض خطر إلى العاصمة النروجية أوسلو، التي تبعد أكثر من 2000 كيلومتر.

ولم تتوقف إجراءات البلدية عند هذا الحد، فهي تمنع وفود سكان جدد للاستقرار والعيش في المدينة، فالإضافة إلى انها (المدينة) لا يوجد فيها بيوت للمسنين ولا خدمات تقدم لهم، ومع ذلك، تحوي المدينة مقبرة، ليس لدفن جثث الموتى، بل لحفظ – حسب اعتقادهم – الأرواح بعد حرق الجثث خارج المدينة، وهي عادة غير منتشرة كثيراً بين سكان المدينة.
وإذا كانت مدينة "لونجييربيين" تزدري الوفيات، فهي لا تسعد بالولادات، وذلك بسبب غياب المستشفيات، حيث يتم نقل الحوامل إلى مدن أخرى قبل أسابيع من الموعد المعلن لولاتهن، ليعدن إلى المدينة بعد اسابيع من الولادة؛ أي بمجرد استقرار حلة أطفالهم الصحية.

ليس هذا فقط، فالمدينة تحكمها قوانين أخرى غريبة يصعب تفسيرها، منها حظر تربية القطط للحفاظ على طيور المنطقة، كما أنه من الضروري إزالة الحذاء قبل الولوج إلى أي مبنى، بالإضافة إلى ان استهلاك الكحول مقنن فيها، حيث لا يسمح باقتناء أكثر من الحد الأقصى المرخص لكل شخص شهرياً، ويعزى ذلك إلى حقيقة أن سعر المشروبات الكحولية منخفض للغاية فيها، ما قد يخلق في حال عدم التقنين موجات من الإدمان يصعب التحكم في نتائجها.
يذكر أن مدينة "لونجييربيين" هي واحدة من المدن التي لديها أدنى معدل بطالة في العالم، حيث لا يُسمح للعاطلين عن العمل بالاستمرار في العيش هناك، حيث تعتقد السلطات المحلية أنه في ضوء ارتفاع مستوى المعيشة، يتوجب على كل فرد التمكن من إعالة نفسه أو هجرها.